السبت، 15 أكتوبر 2022

جولة في مدينة الرباط وسلا والهرهورة - أطول مسافة بالسكوتر الكهربائي شاومي

 

مع اقتراب موسم الأمطار والبرد القارس، وفي الوقت اللذي مازالت فيه الحرارة معتدلة تقريبًا، قررت أن أعيد أولى التجارب اللتي جربتها حين اقتنائي للسكوتر الكهربائي، وهي تجربة الركوب وقيادة السكوتر الكهربائي لأطول مسافة ممكنة، بشحنة واحدة. شركة شاومي، تقول أن السكوتر الكهربائي شاومي برو 2، يمكنه السير بمسافة 45 كيلومتر بشحنة واحدة، لكن ما حصلت عليه بتجربتي حينئذ، هو 22 كيلومتر فقط، من أصل 45. وهو رقم بسيط للغاية، خاب أملي معه في ذلك الوقت. وثقته على شكل فيديو، أضعه لكم في صندوق الوصف.

لكن مع توالي الأيام ومرور الأشهر، قلت مع نفسي، لما لا أتصفح كتيب الإستعمال مرة أخرى، لعلي أجد معلومة لك ألقي لها بالًا، وإذ بي أجد ما كنت أبحث عنه. فقد تبين لي، أن شركة شاومي تشرح أنه للحصول على المسافة القصوى، اللتي طولها 45 كيلومتر، في Xiaomi Pro 2، فقد استخدموا لهذه التجربة، شخصًا وزنه 75 كيلوغرامًا، وكان يسير في طريق مستوية، بسرعة لا تتعدى 15 كيلومتر في الساعة، وهي سرعة جد بطيئة.  فقررت أن أعيد التجربة مرة أخرى، بأن أمشي بالسكوتر الكهربائي، انطلاقًا من مدينة سلا، مرورًا بمدينة الرباط عبر طريق كورنيش الرباط الساحلية، إلى أقصى مسافة قد أصلها. فتوكلت على الله، شحنت السكوتر الكهربائي، وركبت فيه، ثم انطلقت. راجيًا من الله، أن أتجاوز حاجز 22 كيلومتر الأولى، باستعمال ما تعلمته.

بدأت رحلتي كما العادة من مدينة سلا، باب لمريسة بالتحديد، وتوجهت نحو مارينا الرباط، من جهة قصبة الأوداية، اللتي تطل على مارينا سلا وبحر سلا. أوقفت السكوتر الكهربائي، أتأمل المنظر الجميل والبهي، وأخذت صورًا وفيديوهات للسكوتر الكهربائي، ومن ثم أكملت طريقي نحو الطريق الساحلية لمدينة الرباط، بطبيعة الحال، لا أتجاوز 15 أو 16 كيلومتر في الساعة، إلا إن كانت الطريق منحدرة، فالجاذية تسرع عملية الهبوط وتضيف بضع كيلموترات.

مررت بجانب المتحف الفوتوغرافي للرباط، اللذي يسمى في الأصل، البرج الكبير أو Fort Rottembourg، ذي المدافع الألمانية الضخمة. بجانبه، كان العمال، يصلحون ملاعب القرب، ويركبون معدات جديدة، لكي تتمكن ساكنة الرباط من ممارسة الرياضة بطريقة ممتعة.

مازلت أسير بسرعة ثابتة كما يظهر في الشاشة، أحاول أن لا أزيد عن سرعة 15 كلم/س، لكي لا أُجهِد المحرك الكهربائي، لكي لا يحتاج لجهد وطاقة عالية من شحنة البطارية.

مررت في الطريق، بجانب إقامات الصباح، المطلة على البحر، وأخذت بضع صور وفيديوهات للسكوتر الكهربائي شاومي برو 2، مرة أخرى، ثم هممت لإكمال تجربة أقصى وأطول مسافة للسفر بالسكوتر الكهربائي، بشحنة واحدة. كانت الشمس زوالًا، والجو حار، والحشرات نشطة، تأتيني من كل حدب وصوب وتلسعني، إذ العشب الأخضر يزين جنبات الطريق.

الطريق صراحة كانت جميلة، شبه مستوية، فالطريق الساحلية طويلة وتؤدي نحو مدينة الدار البيضاء، مرورًا بمدينة الهرهورة، الصخيرات، بوزنيقة، إلخ.. أتخيل لو كنت ذاهبًا للدار البيضاء بالسكوتر الكهربائي، كم كنت سأسافر من الوقت، وأنا اللذي راكب قرابة الساعة لحد الآن، ورجلاي بدأتا تتعبان من الوقوف. إذ السكوتر الكهربائي يعتمد كليًا على أن تكون واقفًا، لكي يمكنك قيادته. فلكم أن تتخيلوا، كيف الإحساس أن تقف لساعات طوال دون حراك، بالإضافة لاهتزازات الطريق.

أكملت طريقي وكلي همة أن أتخطى على الأقل مدينة الرباط بالسكوتر الكهربائي، وإذ هي ملامح مدينة الهرهورة الجميلة، تتراءى لي في الأفق، والطريق بدأت تشكل عقبة صاعدة. سرت وأنا محافظٌ على سرعتي، لكي أحافظ على البطارية، ثم وقفت في مدخل مدينة الهرهورة برهة لكي آخذ لقطات للسكوتر الكهربائي شاومي برو 2، والمفاجأة هو أن مدينة الهرهورة قد تم إعادة بناء طرقاتها، بالأخد بعين الإعتبار، الدراجات الهوائية، فقد وضعوا جنب الطرقات، طريق خاص بالدرجات الهوائية، وهو طريق ملائم جدًا للسكوتر الكهربائي. أعجبتني مدينة الهرهورة، وشوارعها الواسعة والنظيفة، وكيف أنهم فكروا فينا، نحن أصحاب الدراجات والسكوترات الكهربائية. كم أتمنى أن يعمم هذا التصميم أيضًا، في مدينتي الرباط وسلا.

سرت بالسكوتر الكهربائي إلى آخر نقطة في مدينة الهرهورة، ثم عدت أدراجي، إذ وصلت شحنة البطارية الباقية إلى النصف، وكان لزامًا على أن أعود، لكي يمكنني العودة لمدينة سلا، بدون أن تنتهي الشحنة، وأقع في ورطة. فأكملت طريقي، عائدًا من نفس الطريق الساحلية، ثم توجهت نحو داخل مدينة الرباط، وإذ هي بالكاميرا تنطفئ، لأن البطارية استهلكت شحنتها بالكامل. الحمد لله أنني استبقت الأمر، وشغلت تطبيق تحديد المواقع في الهاتف، لكي يرسم لي خريطة هذا السفر، ويحسب لي بطريقة دقيقة، عدد الكلومترات اللتي سرتها بالسكوتر الكهربائي. فبعد دخولي مدينة الرباط مرورًا عبر مدينة العرفان، ومن ثم إلى منطقة القامرة، القريبة من حي أكدال، وإذ بالبطارية تنتهي شحنتها، وأقع في ما كنت أخشاه. فاضطررت أن أجر السكوتر الكهربائي من أكدال الرباط، إلى مدينة سلا، في تلك الحرارة، وذلك العطش والتعب. لكن الحمد لله، أكملنا المهمة بنجاح، وكما ترون في الخريطة، فقد أتممنا 35 كيلومتر تقريبًا من أصل 45 كيلومتر، أي نجحنا في المهمة، بأن تجاوزنا حاجز التجربة الأولى، اللذي كان في حدود 22 كيلومتر. ربحنا هذه المرة 13 كيلومتر إضافية، وهذا كله يرجع إلى السير البطيء بالسكوتر الكهربائي، بأن لا أتجاوز 15 كيلومتر في الساعة. فكلما كانت السرعة عالية، كلما انخفضت شحنة البطارية بسرعة، وكلما كانت السرعة متوسطة أو بطيئة، كلما حافظت على شحنة البطارية.

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة