الأحد، 27 مايو 2012

تويتر يتتبع تحركات مستعمليه عبر صفحات الإنترنت

تحدثت سابقًا عن سوسيولوجيا الشبكات والمواقع الاجتماعية، وذكرت مثالين مشهورين، وهما الفيسبوك وتويتر. ونعلم كلنا مشاكل الخصوصية التي يعاني منها مستخدمي الفيسبوك وكيف أن سياسة الخصوصية تتعدى الحرية والأمان الشخصي الذي يبتغيه متصفحي الأنترنت من مستعملي الفيسبوك. والآن جاء دور تويتر..
We determine the people you might enjoy following based on your recent visits to websites in the Twitter ecosystem (sites that have integrated Twitter buttons or widgets). Specifically, our feature works by suggesting people who are frequently followed by other Twitter users that visit the same websites. -source
أقدمت تويتر على تفعيل خاصة تتبع مستعملي تويتر عبر جميع مواقع الأنترنت حول العالم التي تحمل في طيات صفحاتها أكواد وأزرار موقع تويتر، بحيث تتيح هذه الخاصية تتبع مستعمل تويتر عبر الأنترنت وتسجيل جميع الصفحات التي يزورها على الأنترنت في ملف خاص به، وهو المشكل الذي يشكوا منه مستعملي الفيسبوك، إذ إن خرج ذلك الملف من خوادم تويتر وأصبح في أيادي غير أمينة، انتهت حرية العديد من مستخدمي الأنترنت حول العالم ممن يريدون الحفاظ على هويتهم وتحركاتهم في الشبكة العنكبوتية سرًا.

لكن الجميل في تويتر، هو أنها تمنح خاصة توقيف هذه الخدمة وتُظهر زر التوقيف بشكل واضح لتفادي أي مشاكل قادمة مع مستعملي تويتر في المستقبل.

لتعطيل هذه الخاصية، يستطيع المستعمل الولوج لصفحة الإعدادات على تويتر ورفع علامة صح (checkbox) عن خانة التخصيص:

RE: الفزازي: طقوس الولاء قديمة تحفظ الهالة والمهابة للسلطان

السي قشوب و علماء فتاوى على الهوى .. جواز الركوع للملك -صفحة تقشاب سياسي
في خضم هذا الجدل القائم حول إشكالية الركوع للملك في المغرب أثناء طقوس الولاء، وما مختلف تأويلات هذا الركوع، يطل نجم السلفية المغربية الشيخ محمد الفزازي مدافعًا عن الركوع (واصفًَا إياه بانحناء شديد للتفرقة عن ركوع العبادة)، والغريب أن قوله هذا يأتي دفاعًا عن تلك الطقوس البالية بعد خروجه من عدة أشهر من السجن:
"يدور في هذه الأيام جدل ساخن حول مدى مشروعية الطقوس التي تقام في حفل الولاء للملك. وبالتحديد مسألة "الركوع" كما هو مشاهد في أعياد العرش أو لدى تعيين وزراء أو سفراء جدد وما شابه. وأضع الركوع بين قوسين لأنه في الواقع انحناء مهما كان مبالغا فيه وليس ركوعا بالمعنى الشرعي للركوع."
كنت معتنقًا للسلفية في وقت سابق من مراهقتي، وأعلم جيدًا أنه لا يجوز وصف يوم تربع الملك على العرش بكلمة عيد، لأن أعياد المسلمين معلومة ولا نستحدث منها شيئًا.
"إذن، في نظري، هذه طقوس متوارثة منذ زمن. ويراد منها الحفاظ على الهالة والمهابة للسلطان... والحفاظ على بعض المعاني التي تميز الملكية في المغرب عن غيرها من نظم الحكم وأنماطه في العالم... حيث كل ملكية لها من الطقوس ما هو أكثر تعقيدا ربما، كما هو الحال في ابريطانيا مثلا، وهي من العالم المتقدم..."
تعليقات هسبريس
أولاً، لسنا في مجال لنقاش الوضعية السياسية والحكمية المغربية مع دول العالم المتقدم. نحن لدينا "الإستثناء المغربي"، والإستثناء شاذ لا يقارن حسب نواميس الكون وقوانين الطبيعة. أما "الحفاظ على المعاني التي تميز الملكية في المغرب" فلا أدري عن أي معاني محمودة يتحدث إن لم يقصد الخنوع والاستسلام للذي أمامك كالعبد أمام سيده. في فقرة سابقة لما هو مقتبس أعلاه، يذكر أن الركوع (ركوع التحية وليس العبادة) لا يجوز أن يكون للنبي، وهنا يُجَوّزه للملك..

تعليقات هسبريس
 لا أدري إن تم استحداث سلفية لايت على وزن إسلام لايت تيمنًا بالربيع العربي أثناء عدم اطلاعي على المستجدات السلفية، لكن الأمر يدعو للتساؤل حول مدى استقلالية المتحدثين باسم الدين في المغرب وخارجه ومدى تقدمهم في لوي أعناق الآيات والأحاديث..

الخميس، 24 مايو 2012

رفعًا للظلم الإعلامي عن مدينة سلا

 تستعد طائرة حاملة لاسم "سولار إمبولس" والتي تستخدم الطاقة الشمسية حصريًا، يعني عدم وجود انبعاث لغازات ضارة أو سامة في الجو، لحط رحالها في المغرب.
يشار إلى أن" سولار إمبولس" هي أول طائرة كبيرة وخفيفة مصممة لتطير اعتمادا على الطاقة لشمسية ومن دون وقود، إذ مكنت سبع سنوات من العمل المكثف٬ والحسابات الدقيقة٬ والتجارب والاختبارات التي قام بها فريق من 70 شخصا و80 شريكا٬ من التوصل إلى هذه الطائرة المتطورة المصنوعة من ألياف الكاربون٬ وبحجم طائرة من طراز (ايرباص ء340) بطول 63.4 م٬ ووزن سيارة عائلية (1600 كلغ).
 يُعنون هسبريس مقاله المأخود منه الاقتباس أعلاه بـ'"سولار إمبولس" تحُطّ بالرباط في أول رحلة عالمية لها' والأصح عنوته كالتالي: '"سولار إمبولس" تحُطّ بسلا في أول رحلة عالمية لها'.

أشم رائحة طبخة سياسية
كثيرًا ما يتم تجاهل مدينة سلا في الإعلام المغربي العمومي والخاص، رغم الدور الهام الذي كانت ولا زالت تلعبه مدينة سلا في المغرب. جولة صباحية صغيرة قرب محطات التراموي كفيلة بجعلكم تستنتجون أن أكثر عمال مدينة الرباط عبارة عن سلاويون يتنقلون يوميًا بين المدينتين للعمل ثم الرجوع للمأوى.

يسمونه في الإعلام المغربي، مطار الرباط، ويقولون طراموي الرباط، ويتجاهلون عمدًا إن لم يكن سهوًا ذكر مدينة سلا في ما يخص الطراموي، أما عن المطار، فعمدًا بالتحقيق، لأن المطار جغرافيًا لا يقع أبدًا في مدينة الرباط عكس الطراموي الذي تتشارك خطوطه المدينتين. فالمطار يقع في محيط مدينة سلا، بعيدًا جدًا عن ما يمكن تسميته بنسمات مدينة الرباط. بل الأجدر تسميته بمطار سلا، الكاموني (سيدي علال البحراوي)، تيفلت، لأنهم الأقرب إليه من مدينة الرباط.

لا أدري عن سبب التغاضي عن ذكر محاسن مدينة سلا في الوسائل الإعلامية سوى عندما يتعلق الأمر باخلال في الإستقرار الأمني، فمدينة سلا تتصدر الصحف ويتم تصنيفها كعاصمة الإجرام في المغرب على غرار شقيقتيها كوبا وكولومبيا بمافياتها وعصاباتها.

شيء ما يتم طبخه في دهاليز السياسة المغربية، فبين عدم التطرق لمدن الجنوب والشمال والداخل، يتم التركيز فقط على المدن الصناعية والإدارية والسياحية، بل ويصل الأمر كما معدن هذه التدوينة إلى تجاهل مدينة سلا التي لا تبعد عن مدينة الرباط سوى بضع مترات عبارة عن قنطرة صغيرة تربط الضفتين عبر وادي أبي رقراق.

يُقال في الكلام الشعبي المغربي "فهم اتسطى" وأنا أقول "اتسطى تفهم".

الأربعاء، 23 مايو 2012

وكالة العصافير الفضائية

صوره نادرة لمجرة درب التبانة لحظة الشروق -المصدر
بعد انتباهي من النوم فجرًا صعدتُ لسطح المنزل بعيدًا عن غواية الحاسوب لكي أشم بعض الهواء وأشاهد السماء قُبيل شروق الشمس بأشعتها الحريرية الصباحية الدافئة، وإذ بنيزك أو شهاب، يتحرك في أفق السماء عاليًا، بأناقة ولطافة. مشهده كنجمة عادية، لكنها متحركة، أسرع بمرات من تحرك الطائرة في السماء.

أثناء هذا الوقت، تستعد الطيور لبدء يومها الجديد، وتنتبه هي الأخرى من النوم تدريجيًا مع الساعة السادسة إلا الربع بزقزقة خفيفة، يشتد غُواتها معلنة انطلاق يوم جديد مع تمام السادسة بالتوقيت الإداري، الخامسة صباحًا بتوقيت الطبيعة.

زقزقة العصافير شيء جميل، لكن المزعج هو الضجيج الصوتي الذي يصدر عن الكتاكيت الصغيرة التي لا تنام، فلا هي ترتاح ولا أنا ارتحت. صراحة، فعل فيَ بوعميرة خيرًا حينما خطف كتاكيتي من السطح، فقد أراحني منهم ومن ضجيجهم رغم أنه أصابني بمرزئة في رأس مالي.

وبالحديث عن رأس المال، أفكر هذه الأيام في إنجاز مخطط لمشروع وكالة وساطة نقل البضائع. تسهل هذه الوكالة التقاء أصحاب البضائع والشركات بأصحاب الشاحنات الكبيرة الخاصة بنقل البضائع وتوفر لهم ساحة إلكترونية للتواصل بسهولة بينهم. طبعًا، هي مجرد أحلام عابرة كأخرياتها، لكن فائدتها تكمن في أنها تزيح عنك روتين الحياة اليومية وتمنحك شيئًا لتفكر فيه في وقت الفراغ.

صباح الخير :-)

السبت، 19 مايو 2012

عشوائيات رقمية


يتحدث المدون في تدوينته عن الإرادة الإلهية، وقد غفل عن شيء محوري في الحديث الديني وهو أن الإله منزه عن طباع البشر ومحدوديتهم المحددة بنواميس الكون.
زيد: إذا كان بإمكانه رؤية مستقبله، فهذا يعني أنّ إرادته محكومة وبالتالي ليست مطلقة، وبالتالي لا يصبح مطلق القوى، وإرادته ليست حرة، لأنها قد حُكمت مسبقاً بما رآه. وإذا كانت إرادته حرة ومطلقة فعليه أن لا يتمكن من رؤية المستقبل، وإذا كان ذلك فهو ليس كامل أو مطلق القوة والعلم وبالتالي ليس إله.
حينما يرى المدير مستقبل شركته، فهو يراها تتبع خطوة خطوة بمنطق رياضي لتحصل على النتيجة الفلانية، كذلك أجزم أنها الرؤية المستقبلية التي غفل عنها زيد. فالله كامل والكمال يستلزم الترتيب، والترتيب وتتبع الخطوات يؤدي لنتيجة متوقعة مستقبلاً، وهو التوقع المحتمل والمحسوس الذي يتوقعه المدير في التشبيه لشركته.

وفي بقعة أخرى من الشبكة العنكبوتية، يتم الحديث عن حادثة جهيمان الذي اقتحم رفقة جنده الحرم المكي وأعلن عن ظهور المهدي المنتظر.
في أول يوم من القرن الخامس عشر الهجري (١-١-١٤٠٠هـ/ الموافق ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩) قام مجموعة – تتراوح بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ شخص- باقتحام الحرم المكي. قائد الاقتحام يدعى جهيمان العتيبي، الذي أعلن أمام المعتمرين المحتجزين أن زميله- الواقف بين يديه بين الركن الأسود ومقام إبراهيم- (محمد عبدالله القحطاني) هو المهدي المنتظر، وأنه خرج ليملأ الدنيا عدلا بعدما ملئت جورا. لم يستمر التمرد أكثر من أسبوعين، إذ بعد تبادل للنيران متقطع مع القوات السعودية التي عاونتها فرق من الجيش الفرنسي بقيادة بول باريل – قتل على أثرها عدد كبير من المتمردين بمن فيهم المهدي القحطاني نفسه- تم اعتقال حوالي ٤٠ من المتبقين من بينهم جهيمان نفسه الذي حكم عليه بالإعدام.
 أتسائل، لو خرج فعلاً المهدي المنتظر بين الناس وهم غير دارين عن حقيقته، هل سيتم اعتقاله هو الآخر وتلبيسه بعدة تهم من بينها الزندقة أو التطاول على الدين قبل أن يكتشفوا حقيقته؟

أختمها مسكًا من إحدى أماكني المفضلة على الأنترنت، يتحدث المدون عبد الله المهيري عن شيء مهم جدًا وأجزم أن أغلب المدونين والكتاب بل والصحفيين أيضًا يمرون منه موسميًا:
لدي أكثر من 10 مواضيع أريد إنجاز كتابتها وبعضها لم أكتب منه سوى العنوان، ليست المشكلة في عدم وجود ما أكتبه إذاً، لم أحسب ما دونته في أوراقي من أفكار لمواضيع مختلفة أريد الكتابة عنها، كل ما في الأمر أنني أفقد الدافع للكتابة وأحياناً أشعر بالملل منها وأسأل لم أكتب ولمن وما الفائدة؟ لكن بعد ذلك أعود للكتابة كأن شيئاً لم يحدث.
أعتقد أن أغلب المدونين غير حديثي العهد بالتدوين يقعون في هذا الأمر. كومة من التدوينات غير المكتلمة أو الفارغة سوى من العناوين تنتظر من يلقي عليها التحية في دفتر الوسخ -draft-. لا أدري أنا الآخر عن كيفية مواجهة هذا الأمر، لكني أعتقد أنه شيء عادي، فالروتين شيء غير محبب للطبيعة البشرية والإستمرار على شيء لمدة قد يجعله اعتياديًا ومضجرًا لذا يتم افتقاد الدافع للكتابة في آخر المطاف وقد يفكر البعض في اعتزال التدوين والكتابة مطلقًا. لذا أنصح، وعن تجربة، بأخذ وقت راحة  أثناء سبات رقمي استحققته من كل ما له علاقة بالتقنية، بغية تجديد الطاقة وشحن البطارية النفسية.

الأربعاء، 16 مايو 2012

غرائب الطراموي وسكان مدينتي الرباط وسلا

ما يثير استغرابي في مدن كالرباط وسلا هي الساكنة التي تجتمع مثل مياه في قدر في وسط المدينة رغم أن أرض الله واسعة. يتميز البشر بالعناد فيتنافسون على المكان لا لشيء سوى لأنه يسمى وسط المدينة، وسط الحضارة بدون حضارة.

في خضم ذلك الوسط الحضري بدون حضارة، المسمى مدينة بدون مَدَنية، يحدُثُ أن تقع عدة حوادث سير أكثرها إثارة للتعليقات هي تلك الحوادث الخاصة بوسيلة الطراموي الجديدة على سكان العدوتين، الرباط وسلا، والمغرب عمومًا. بالحديث عن المدينة، حينما بُنيت مدينة الرباط ومدينة سلا، لم يؤخد مشروع الطراموي بعين الاعتبار، لهذا فإن ترقيع الطرقات لإنشاء مسار للطراموي يعد فكرة سيئة خصوصًا في ظل انسكاب البشر فيها والانفجار السكاني الهائل الذي تعانيه الضفتين. جدير بالذكر أن الطراموي إن كان يطوي الأرض، فهو يطويها لنفسه ويمددها للآخرين، خصوصًا الراجلين. فبعد أن كان بالإمكان عبور قنطرة الحسن الثاني من سلا نحو الرباط في 5 دقائق مشيًا، أصبحت المدة 10 دقائق بسبب الطراموي. والملاحظ أن شبكة الطراموي التي تم إنشائها في مدينتي الرباط وسلا، لا تمر خطوطها من النقط والمراكز التي تحتاج إليها فعليًا، بقدر ما يمكن تصنيف تلك الشبكة كمسار سياحي لمشاهدة بعض معالم المدينة..

يذكر عبد الرحيم، أن أخاه كاد أن يُصاب من طرف الطراموي بعد أن عاد من الصحراء وهو غير دارٍ بتوفر هذه الوسيلة الجديدة في مدينة الرباط، وإذ هوَ ينتبه ويقفز من مكانه بعد رؤيته للطراموي وهو يكاد يقترب منه برائحة الموت.. وبالحديث عن الصحراء، يشهد المغرب موجة حرارة حارة جدًا هذه الأيام، وأكثر من يعاني منها هم سكان المدن، إذ من سلبيات المدينة أنها تُعَود الناس على الرفاهية، وحين يأتي أمر طبيعي خارج عن الحسبان، كمثل هذه الموجة الحرارية، لا يدري أحدهم كيف يتصرف لتفادي هذا الحر سواء داخل المنزل أو خارجه. كمثال، يتعرّى سكان المدن بغية التماس شيء من النسيم العليل اتقاءًا للحر، فتصيبهم الدوخة والحروق الجلدية عكس مسعاهم، إذ لم يكتسبوا خبرة وتجربة تخول لهم التكيف مع مختلف المناخات كما يفعل سكان الصحراء، إذ يقولون أن "اللّي يرد البرد، يرد الصهد!" بمعنى أن اللباس الذي يمنع البرد، يمنع الحرارة أيضًا، والدليل بدرّاعتهم التي تميزهم وتقيهم حر الصيف وتمنحهم تكييف داخلي طبيعي مريح ومنعش.

يقول عبد الرحيم أن الحل الأمثل لكي يعيش الإنسان بسعادة، هو العمل في المدينة والسكن في البادية. إذ بعد ضغط العمل والبشر في المدينة، يتجه عبد الرحيم لعشه في البادية حيث الهواء النقي والطبيعة الهادئة الجميلة التي تبعث على الإطمئنان، رفقة طيوره المغردة التي يربيها (طائر الحسّون). فلا مشاكل، ولا ضجيج، ولا عناء، سوى راحة يعقبها جديد ما يوفره السوق الأسبوعي يوم الأحد.

الأحد، 13 مايو 2012

العبد بالغمزة والحر بالدبزة


Slaves under the overseer's whip -source
 "الحر بالغمزة والعبد بالدّبزة!"، أعتقد أنها إحدى أكثر العبارات التي حُوّر معناها وفُهمت بطريقة خاطئة. قد أكون برأيي هذا خرجتُ قليلاً عن الإطار العام لتصوركم وفهمكم لهذه العبارة/المثل المتداول منذ القدم. لكن أستسمحكم عذرًا، فإدراكي البسيط أثار أن يفند هذه القولة رغم ما تحمله في المخيلة الشعبية المغربية من وزن، لسببين أجدهما وجيهين:

أول الأسباب هو الاعتراف الضمني للمثل بمفهوم الرق والعبودية، وهو واضح جدًا في القولة، كما الإشادة بممارسة العنف لتمرير الآراء لمن هم أقل حظًا منك.

السبب الثاني هو أن العكس هو الصحيح، فالعبد بالغمزة والحر بالدّبزة! لماذا هذا القلب في الكلمات -المفاهيم-؟ لأن العبد مجبول على طاعة سيده، فبديهيًا أن يعلم كل الإشارات التي تصدر منه، لذا فغمزة وحيدة كافية لفهمه الأمر وتنفيذه، عكس الحر الذي يستلزم دبزة، صراع، أي أن الرجل الحر يُكَون رأيه وقناعته وموقفه وقراره الخاص ضد رغبة الخصم مما يستلزم القوة -دبزة- لإخضاعه!

للأمانية العلمية، أسطر على أن هذا التأويل قابل للنقد، وأنا أول الناقدين: يمكن تأويل المثل بحسب الموقف والسياق ومختلف وجهات النظر، وقد يكون تأويلاً صحيحًا أو خاطئًا، لكن الأكيد أنه يحتمل عدة أوجه.

دمتم باحثين عن نسيم عليل بعيدًا عن هذه الموجة الحرارية. :-)

السبت، 12 مايو 2012

نظرة على عائلة كوبي كولي


الشمس مقرمشة والحرارة تعادل تلك الموجودة في قاع أفران المخبزات، هذا هو مناخنا لهذا الأسبوع في مختلف ربوع المملكة المغربية. أجزم أنها هذه الموجة الحرارية الجافة آتية من أوروبا، والدليل أنه موجة الصقيع التي ضربت القارة الأوروبية في وقت سابق من هذه السنة وصلت إلى حدود المغرب وهي رطبة، ومن ثم فرغت حمولته المطرية فوق جبال الأطلس وغمزتنا بصقيع جاف شحيح المطر، والآن غزت تلك الموجة الحارة أوروبا، ثم أكملت مسيرتها نحو المغرب فامتصت جبال الأطلس رطبوتها وتركتنا نوجه جفافها الحار وجهًا لوجه، أو كما ذكر محمد بلوعشي عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية. وجدتُ وأنا أتصفح الأنترنت، موقعًا خاصًا ببعض الأقمار الإصطناعية التي تعني برصد المناخ ومختلف الظواهر المناخية حول مختلف مناطق العالم، بالتفصيل الممل والإيضاح بالخرائط والصور. وقد رصد قمري الإصطناعي التالي: يفتحُ الطيور مناقيرهم لإخراج النفس الساخن واستنشاق النسيم لعل نسمة باردة تدخل لجوفهم، وأنا أحل منقاري لأكتب بعضًا من ملاحظتي حول بضع ظواهر تحدث في الأنترنت المغربية.

تختلف تعليقات هسبريس بحسب اختلاف الزمان. فمرة يكون دور المسلمين (أعني الذين يعلقون انطلاقًا من خلفية دينية) في الهجوم على التعليقات، ومرة العدميين والعلمانيين ومرة مراهقي الفيسبوك، كلُ له زمانه الخاص. فلا نرى مثلاً تداخل بين المراهقيين (حينما أقول مراهقي الفيسبوك، لا أقصد السن، بل حديثي العهد بالتقنية = اعتبار الفيسبوك، الماسجنر، تويتر وهسبريس سواء، وخلط في الاستعمال والمفاهيم.) والعدميين أو المسلمين في التعليقات، إلا في حالات استثنائية، التي تؤكد القاعدة. كما لو أن أوقات الولوج والتعليق في هسبريس مفرقة حسب إحدى المعاهدات بين بضع مجموعات كمثل مجموعة كوبي كولي سابقًا التي كانت تنشط في صفحة ماروك أنسوليت، MAROC INSOLITE.

الجد الأكبر لظاهرة التصيّد في المغرب
كانت تلك المجموعة (عائلة كوبي كولي) تحدد موعدًا للهجوم على الصفحات بالتعليقات والشتائم وغيرها لتخريب الصفحات صوريًا ومعرفيًا وأخلاقيًا، والتشبيه هنا بالهجوم على هسبريس من طرف ذوي نفس الفكر في أوقات معينة دون الأخرى. مجموعة كوبي كوبي التي كانت تلوث صفحة ماروك أنسوليت ومجموعة من الصفحات المستهدفة الأخرى بالشتائم تذكرني بالزمن الجميل، قبل دمقرطة الأنترنت وتويتر بين بني البشر المغاربة. كان معظم أفراد كوبي كولي يعتمدون في حسابهم الشخصي صورة شخص يلبس لباس سوبرمان (كالصورة المُدرجة في هذه التدوينة ومختلف الصور الأخرى المشابهة) كعلامة مميزة لهم وإمضاء يقول، كنتُ هنا.

كانت عائلة كوبي كولي السباقة في ممارسة التصيّد بصيغته المغربية قبل نشأت الـ9GAG. أقصد التصيّد الفعلي المباشر في التعليقات وليس الريج كوميكس -Rage Comics-.

الموقع التالي يعبر عن نظريتي السابق ذكرها في التغاريد: ‎دليلك لمعرفة موقعك الفيزيائي في الأنترنت. راني تلف لي الڭول ومشى لي راس الخيط، فرحم الله عائلة كوبي كولي وأعاننا على ظاهرة بوبزبّال التي زادت فيه.

الجمعة، 4 مايو 2012

بين الجامعة ومراكز التكوين المهني

أحيي الأستاذ الجامعي عبد الله الحلوي محافظ خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الذي احتج احتجاجًا حضاريًا ومبتكرًا ليوصل صوته للمسؤولين عن شؤون الطلبة والجامعات وذلك عبر تنظيفه مرافق الجامعة بنفسه، بل وتلميع حذاء أحد الطلبة رمزيًا ليُظهر أن مكان الجامعة أو أماكن الدراسة هي عرين الطلبة وليس مغنم المسؤولين.

أكتب هذه التدوينة بمقدمتها حول ذلك الأستاذ المناضل، لكي أشيد بالتعامل الحسن الذي نُلاقيه في الجامعة (جامعة محمد الخامس - أڭدال) من طرف مُختلف العاملين بها، من بسيطهم لعميدهم، كأنك موظف صغير تدخل لمكتبك لمزاولة مهمتك بكل حرية ومسؤولية. هذا هو المثال الذي يجب أن تحذو حذوه مختلف المؤسسات العمومية المغربية.

أقول أن على جميع المؤسسات العمومية الالتزام بهذا النظام لألقي الضوء على ما يُعانيه المتدربين مثلاً في بعض أقسام مؤسسات مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل (OFPPT) والمعاهد المتخصصة في الأشغال التطبيقية (ISTA) من سوء معاملة (تشبيه بالمعاملة التي يتلقاها طفل مشاغب في الإبتدائي) لا تليق بمقام طلب وطالب العلم المغربي. فإن أردنا مغربًا ذي أوراش كبرى فعلية على رؤوسها مسؤولين ثقات، علينا إعادة النظر في المنبع الذي ينهل منه هؤلاء المسؤولين علمهم، ومن ثم فكل مسؤول على تصرفاته.

نعم، على العاملين في تلك المؤسسات إظهار العين الحمراء بين الفينة والأخرى، لكن عينهم ميزانهم، وليس تعميمها وجعلها طبعهم. أما عدم حمل متدرب لشهادة الباكالوريا، فلا يعني أنه يفتقر لأساسيات التعامل والتحضّر، أو أنه مكلّخ (غبي) بالتعبير الدارج، لذا وجب اعتباره قاصرًا وممارسة السلطة الأبوية عليه.

أودييييي، ما بقى قد ما فات

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة