وجدت نفسي قبل بضعة أيام أغرّد عن كيف يتشبث السعوديون والإماراتيون وكافة شعوب الخليج بزيهم المحلي وكيف أنه يضفي طابعًا مميزًا ورونقًا فلّ نظيره مع تفشي العولمة، على عكسنا نحن المغاربة الذين انسلخنا عن تراثنا المحلي فما بقي منه أصبح يعرض في المهراجانات الفلكلورية فقط، على سبيل إظهاره للسياح لا غير.
آخر ذكرى أتذكرها عن شخص يلبس الزي المغربي في حياته اليومية خال أبي، السّي العربي رحمه الله لا ينفك يطوي الطريق بين منزله والمسجد الذي كان يؤذن فيه والزي المغربي رفيقه، وعم أبي، مولاي السّي مهدي، رحمه الله، يروح بجلبابه، بَلغَتِه وطربوشه الأحمر، لا يفارقهم أبدًا إلى أن وافتهما المنية.
آخر ذكرى أتذكرها عن شخص يلبس الزي المغربي في حياته اليومية خال أبي، السّي العربي رحمه الله لا ينفك يطوي الطريق بين منزله والمسجد الذي كان يؤذن فيه والزي المغربي رفيقه، وعم أبي، مولاي السّي مهدي، رحمه الله، يروح بجلبابه، بَلغَتِه وطربوشه الأحمر، لا يفارقهم أبدًا إلى أن وافتهما المنية.
@moriscbandoler |
لا أدري عن سبب اعراضنا عن لباسنا المحلي. أهوَ من سلبيات العوملة والانفتاح على جميع المشارب مما جعل شبابنا يحتار بين هم ونحن، فما عاد لباسنا إلا ذكرى يتم رسمها هنا وهناك؟ أم للأمر علاقة بالواقع الحاضر من الاستعمار الثقافي الفرنكفوني المتفشي في شريحة لا يستهان بها من المغاربة؟
في ماض قريب، أيام الإستعمار الفرنسي للمغرب، كان المغاربة من أعيان الدولة يلبسون البذلة، نعم، لكن محتفظين بالطربوش الأحمر، مثل الباشوات، وهوَ ما أعتب عليهم اليوم إذ نسوا ذلك الطربوش وتغرّبوا مع استفحال جذور الإستعمار التي سلبت هويتنا وتركت الأطلال دامعة.
امرأة صحراوية ترتدي الملحفة و صحراوي يرتدي «الدراعة» («الشرق الأوسط») |
أما حاليًا، فإني أستغرب من الزي الشرعي الذي تتخذه بعض النساء المغربيات حيث التزامهم بالدين، إذ يلبسن العباية السوداء، البرقع أو النقاب، وهي ألبسة غريبة عن التراث المغربي الذي يقدم بديلاً يوافق المواصفات الشرعية الإسلامية، لكنه يحافظ على الطابع المحلي المغربي، كزيّا الحايك واللثام المغربي، الذي كانت تلبسه جدّاتنا رحمهن الله. أما بالنسبة للذكور، فالبديل في الزي المغربي الرجالي متوفر عوض الثوب المشرقي أو الأفغاني، والبديل بدوره متوافق مع المواصفات الشرعية الإسلامية.
حسب ما تعاينه عيناي، آخر من احتفظ على تراثه من المغاربة هم الصحراويين، حيث نجدهم يجولون في جامعات العاصمة الرباط بزيهم الصحراوي، كأنهم يدرون أنه رمز عزّتهم وتميزهم. كم أتمنى لو يحذ قومي، حذو الصجراويين من المغاربة ويلبسوا العمامة التقليدية أو الطربوش الأحمر والجلاّبة المغربية والسلهام وسروال قندريسة وغيرهم من الأزياء والألبسة التقليدية المغربية، الجميلة والأصيلة الضاربة جذورها في مجد الهوية المغربية التي يتصارع عليها ثلة من المستغربين في وطني.
حسب ما تعاينه عيناي، آخر من احتفظ على تراثه من المغاربة هم الصحراويين، حيث نجدهم يجولون في جامعات العاصمة الرباط بزيهم الصحراوي، كأنهم يدرون أنه رمز عزّتهم وتميزهم. كم أتمنى لو يحذ قومي، حذو الصجراويين من المغاربة ويلبسوا العمامة التقليدية أو الطربوش الأحمر والجلاّبة المغربية والسلهام وسروال قندريسة وغيرهم من الأزياء والألبسة التقليدية المغربية، الجميلة والأصيلة الضاربة جذورها في مجد الهوية المغربية التي يتصارع عليها ثلة من المستغربين في وطني.
1 تعليقات:
أوافقك الرأي إنه الإنسلاخ عن الهوية من جهة و التشبه بالغرب من جهة أخرى
ناهيك عن ثمن المرتفع للملابس التقليدية
إرسال تعليق