الاثنين، 30 يناير 2012

يوميات صاحب محل بقالة

آش حب الخاطر آ مولاي؟ شي دجاجة بلدية، شي فرّوج؟

حلمت نفسي وأنا أكتب تدوينة طويلة، جميلة، منمقة.. حفظتُ أثناء الحلم كل كلماتها (كنت أدري أني أحلم)، فعزمتُ على تدوينها ورقيًا أثناء الإستيقاظ، أي بعد بعض ساعات.. حلمتُ أيضًا أني حدثتُ سناء وسناء بموضوع التدوينة عن طريق دردشة الفيسبوك.

مرّت السويعات، و حان وقت الإستيقاظ، فما عقلتُ على شيء سوى أنها كانت ستكون أحسن تدوينة شاملة جامعة لهذه السنة..
شيء مؤسف أن لا يتحقق حلم جميل كذلك :))

استدراكًا لما لم يحدُث وحفاظًا على عادة الهدرة الخاوية وقرقبة الناب في المدونة، حديثي اليوم عن أناس، يعيشون بيننا، نقابلهم يوميًا، بل ونحادثهم و نتعامل معم يوميًا كيف ما كان الحال.
أتحدث عن العمال من أصحاب محلات البقالة، الجزارة، النجارة، الصيانة إلخ من مول الحانوت، مول الدجاج، الڭزّار، مول المحلبة، الخضّار وغيرهم الكثير.

على ذكر مول الحانوت، إن مرّ شخص يتحدث باللغة الأمازيغية، أستوقفه لحظة لمعرفة مدى صحة هذا الطرح: هل تأتي كلمة مول الحانوت الدارجة من الكلمة الأمازيغية (تاشلحيت) بوتحانوت buthanut (البقّال)؟
إن كان صحيحًا، فإنها كثيرة هي الإستعارات الأمازيغية في لغتنا الدارجة المغربية.

على أيٍ، عودة للحديث عن مالين الحوانت، مالين الدجاج و غيرهم. أتدرون أن متوسط دخلهم هو 50 درهمًا مقابل يوم عمل كامل (10 ساعات تتخللها ساعتين راحة). في حين أنهم لا يتمتعون بتغطية صحية، ولا يعوضون في العطل، كما أنه لا مبلغ يُدفع لهم عند التقاعد. العمل والعمل والعمل بسعادة حتى آخر لحظة في الحياة.

في إطار التسميات، يسمّون تقنيًا بالعمال الفقراء. يعيشون بعيدًا عن المشاكل السياسية في المغرب، ليس جهلاً ولكن تفاديًا للحرج الناتج عن دخول اللعبة السياسية المغربية المعطوبة.
أتخيل أنه لو نهض هؤلاء العمال الفقراء في خضم هذه الأحداث التي نعيشها، و أضربوا عن العمل، لضعف اقتصاد المغرب وتضرر كثيرًا. لأنه وبكل بساطة، هم من يلبون احتياجات المواطنين المباشرة محليًا ويقدون خدمات القرب في الأحياء الشعبية من بيع خضروات، منتوجات و مواد غذائية أساسية. فإن هم أضربوا، اختلّت الموازين حتمًا، والعبرة في أيام الأعياد حينما تقفل الحوانيت و المحلات ويجول الناس البلاد شمالاً وجنوبًا بحثًا عن محل مفتوح يبيع رغيف الخبز..

بطبيعة الحال، الدولة ستستفيد من الوضع إذ ستشهد المولات والمحلات الكبيرة مثل مرجان، كارفور وغيرهم إقبالاً كثيرًا، غير أن الوضع لن يبشر بخير بالنسبة للعمال الفقراء (مالين الحوانت)، مما سيزيد من غضبهم واحتقانهم سيرفعون من سقف مطالبهم لحين قلب النظام بثورة عمالية قائدها العامل الفقير..
بشاخ عليك آ Yuxx! كاتحلم بزّااااف.. الله يجيب ليك شي خدمة

آه آه آه، وصل بي الحديث للتخطيط لثورة لا تعرف رأسها من رجليها. راه القلم سلاح، ايلا ما عرفتيش كيف تلعب بيه، يقدر يقتلك..

رجوعًا للعامل الفقير، مول الدجاج كمثال.
فرض منزلي:
-1) علمًأ أن صديقنا مول الدجاج يتقاضى 50 درهمًا مقابل يوم عمل كامل. كم يلزمه من أيام عمل كاملة للسفر في رحلة ترفيهية  لمدة 4 أيام لمدينة إفران، بتكلفة مالية قدرها 600درهم؟ أكتب الحل معللاً جوابك.
-2) الكلفة الإجمالية للرحلة تقدر بـ600 درهم صافية. اعتمادًا على معطيات السؤال 1، أوجد عدد الأيام التي يجب على مول الدجاج أن يعملها لتوفير مبلغ الرحلة (600 درهم).
-3) بالإعتماد على معطيات السؤال 1، أحسب عدد الدراهم التي

أ والله ما بغيت نديرها بلعاني. بغيت نكمل المسألة الحسابية وانا نعيا، عڭزت وحبست و كتبت لتحت فقرة كاتعوض المسألة

بما أن معيشة مول الدجاج (بائع الدجاج) تتوقف على عمله، فإنه حين سفره ذي مدة 4 أيام، سيضيع له أجر 4 أيام. 50*4=200 درهم تبخرت في الهواء. لنكمل، كلفة السفر الإجمالية تقدر بـ600درهم، إذن يجب على مول الدجاج أن يعمل لمدة 600/50=12 يوم كاملة لتوفير نقود الرحلة.

لنحسب دخل مول الدجاج الشهري إن هو عمل لمدة 30 يوم متواصلة: 50*30=1500درهم. نقتطع 600+200=800 درهم من 1500 درهم، لنجد أن الباقي، 700 درهم هي ما سيعيش بها لآخر الشهر..

الشهر الموالي من بعد السفر، بمعنى ظروف مواتية، فلا نقود تضيع في رحلة ما. يتقاضى مول الدجاج 1500 درهم مقابل 30 يوم عمل، ويكتري في سكن تشاركي مع مجموعة من الناس، غرفة بسيطة بقيمة 300 درهم على أقل تقدير شاملة مصاريف الماء والكهرباء.
يتبقى لنا من مجموع الدخل الصافي: 1500-300=1200 درهم لكي يمر الشهر بسلام. عند قسمة الباقي على عدد أيام الشهر 1200/30=40 درهم، هي التي يقتات منها فطوره وغذاؤه وعشاؤه، ومنها يشتري لباسه، أو الأدوية إن حدث وأصابه مرض. يظهر جليًا أن الأجرة الشهرية لا تكفيه أبدًا، فلا هي تلبي احتياجاته الأساسية ولا هي توفر له السكن اللائق. (من هنا نفهم سبب حرق أصحاب الشواهد العليا لأنفسهم احتجاجًا على المذلة التي يتعرضون لها..)

لكن، و الختام مسكٌ كما العادة، فإن مول الدجاج وجميع طاقم محل بيع الدجاج سعيدين بعملهم وحياتهم وأصدقائهم، حامدين الله على كل شيء، لكن حالفين حلوف الأحرار باللي "مامفاكينش" !

الثلاثاء، 17 يناير 2012

تدخل القوات النحوية النازية في اللغة العربية - Grammar Nazi

سير الله يرضي عليك و يكثر من مثالك

حينما يكتب الناس في الفيسبوك، تويتر، المدونات أو غيرها من وسائط الإعلام الجديد أو المواقع الإجتماعية، جملة أو نصًا يعبرون فيه عن ما يخالج شعورهم، سلبيًا كان أو إيجابيًا، يحدث أن يخونهم التعبير فيسقطون في أخطاء إملائية، لغوية أو نحوية -أجزم أنها عن غير قصد- خطيرة! نقول كتسمية مجازية للظاهرة هنا في العرف النقدي المُتعالي، اللغة العربية تأكل الدّق. تبقى كلمة الدّق موضوع خلاف، إذ يحلو للبعض تبديلها بكلمة العصا.

يتحرج أكثرنا لتنبيه الكاتب عن أخطائه الإملائية، اللغوية أو النحوية خوفًا من أن يتم نعته بكثرة الفهم والتفلسف، نعت ذم وقدح يعني.
حتى يتحول التحرج تماثليًا لتجاهل الخطأ، أي وبمنطق رياضي، إذا كان أ أكبر قطعًا من ب و ب أكبر قطعًا من ج، فإن أ أكبر قطعًا من ج: إذا كان الخطأ عن غير قصد، يرفع القلم، فيتم قبول الخطأ، ليصبح فيما بعد صحيح شعبيًا رغم أنف معجم لسان العرب. أمر غريب، لكن يحدث كثيرًا.

لكن ما دخل النازية في النحو العربي؟

الراعي الرسمي لهذه التدوينة

حينما تحدثتُ في الفقرة الأولى عن نعتِ مصحح الأخطاء قدحًا و ذمًا بكثرة الفهم و التفلسف، نجد أن أصدقاءنا في دول الشمال المتجمد والغرب الأمريكي ينعتون ذلك الصنف من الناس بنازيي النحو. نازي النحو أو Grammar Nazi، لاعتقادهم، كما اعتقاد أغلبنا أنه يبيد جماعيًا حماس الكتاب الرقميين.

أظن، وبعض الظن إثم أن تحسين جودة الكتابة الإلكترونية تتطلب استعداد الطرفين. الكاتب والمُصحح الذي يعلق على الأخطاء عادة في التعليقات. استعداد الكاتب نفسيًا لتقبل النقد، والرد عليه إن كان جارحًا بطريقة رادعة مناسبة. أما المصحح، فأنصحه و إياي التعليق عن المحتوى قبل الشكل -محتوى التدوينة أولاً، ثم الأخطاء ثانيًا بعبارات لطيفة. 

الشرف لي، ماين فوهرر!

لا أدري، مذخراتي اللغوية اكتسبتها في الثانوية العامة، تخصص علمي، و حروف لوحة المفاتيح التي أستعملها ممحُوّة تمامًا سوى الأرقام و أزرار الـF1>12. إن كان هنالك خطأ فمني،  وإن لم يكن، فانظروا إن أصابكم عمى النحو أثناء قراءتكم، أي التجاهل اللاواعي للأخطاء. 

الأربعاء، 11 يناير 2012

حول الظواهر الغريبة التي تحدث في موروكو مول - Morocco Mall

مرحبا بضيف الله! تفضلوا، تفضلوا..

يدور في ألسنة الناس مؤخراً حديث حول ظواهر غريبة، خارقة للعادة، ميتافيزيقية تحدث في موروكو مول -Morocco Mall. كثر الحديث لدرجة أن الإدارة أصدرت بلاغ تكذب فيه ما ينسب لتلك الظواهر التي تحدث داخل المول.

الغريب أن بعض الألسن تناقلت بالمثل، أنه و عند الإفتتاح الأوّلي لموروكو مول، تمت عملية تبخير واسعة لتسليم المكان من مّالين المكان، و ذلك بمساعدة عدد مِن مَن يُسَمّون بالفقهاء.

عجيبة من عجائب الدنيا السبعة، مع زوجها يتسوقان.

لا ندري عن صحة الإدعاءات، لكن حري بالذكر أنه و بحسب شهود عيان ثقات. يذكر أحدهم، و يحلف بأغلظ الأيمان أنه شاهد أحد الأبواب التي يدخل منها الناس، تفتح و تغلق لوحدها عند اقتراب إنسي منها. في حين أن الآخر يذكر أنه دُهِش حين رؤيته لحائط مصنوع من القوارير، و بداخل الحائط الزجاجي سمك و حوت يسبحون كما لو في البحر، تحت إعجاب المارة.
في حين، يدخل البعض لغرفة سوداء ثم يغلق الباب تلقائياً من ورائه، و عند فتحه مجدداً يحد نفسه وبقدرة قادر في الطابق العلوي تحت تصفيق المارة. أيُعقل أن يكون المول مُدار من طرف الجن؟ الله أعلم.

لكن، و الأخطر أن البعض يشير إلى أن تصميم موروكو مول الخارجي، يشبه العين، مما يوحي أنه منشأة ماسونية بمباركة بينكي و برين تهدف إلى السيطرة على العالم الحديث، كما نعرفه.

اللعنة!

آه، كدت أن أنسى. وجدت تعليقاً في هيسبريس، أحببت أن أشارككم به، عله يضفي جو من البهجة و السرور:
لا أجد مشكلة في ذلك ما دام للجن ساعاته الخاصة للتسوق فيها و التعرف على آخر صيحات الموضا .علينا أن نكون إنسانيين و نتعايش بسلم و سلام مع كل مكونات المجتمع فهاذا الجن من مكونات المجتمع شئنا أم كرهنا .كفى اعتداء على الحريات فكمى ألاحظ كيف نعتدى و بدون سبب على بعض الحيوانات الضعيفة كالقطط والحمير حشاكم.و كوني أقطن بأمريكا لم أرى سوى الرحمة والشفقة بل حتى الحب لكل ما ليس آدميا و ربما هذه مسألة أخرى تحتاج مزيدا من النظر و سؤوافيكم بالجديد في الديموقراطية الجنية.

و يكتب آخر:
بما ان الشعوذة مترسخة في عقول الطبقة الشعبية , وللحفاظ على زبائن من الطبقة المرتاحة وابعاد هذه الفئة كان لابد من تخويفها بالعفاريت والجنون لابعادها. رغم ارتفاع الاسعار دفع العديد الفضول لزيارته ولو مرة واحدة.
وتذكرني هذه الحادثة بما فعله البرتغاليون للمغاربة عند احتلالهم لثغورها...فقد ارسلوا امراة ليلا بحذاء على شكل رجل جمل يخيف المارين ليلا بعد غروب الشمس واطلقوا عليها اسم aicha la cortessa. من هنا جاءت قصة عائشة قنديشة , وهكذا فرض البرتغال حضر التجوال ليلا بطريقة ذكية .
لاننسى ان الخليجيين عادتهم البخور وكيف لا وهم شركاء في المشروع .
والبرابرة يستعملون لاول مرة البخور لدرء العين في مشاريعهم وكلها احتمالات واردة .
لاعلاقة للعفاريت بالموضوع , وهو اول مكان تجاري يرفع فيه الاذان وبه مصلى.

الضواوات كاتعمي العينين.

*قبل أن تخرجوا، أود أن أنبه أنها تدوينة لا أساس لها من الصحة.

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة