طائر الإوز العراقي بالرسم العربي |
قبل أن أسترسل في الكتابة، أحب أن أقول لكم أني منكم وإليكم. وأدري كل ما يتعلق بالمشاكل التي تواجهونها وأسباب اختياركم للغة الفرنسية للكتابة التدوينية، إذ أنا الآخر في بداياتي في التدوين والتغريد على تويتر، كان جله يتم بلغة موليير في مرحلة سابقة. بل وبلغة موليير حسُن إسلامي عن طريق مسلمي فرنسا في تويتر وتغريداتهم. ولي بضع مدونات بالفرنسية، منها ما أغلقته ومنها ما نُسيَ مع الزمن.
يذكر محمّد في تقريره عن ملتقى المدونين المغاربة الذي انعقد في مدينة الصويرة، عن بعض الأسباب أو "الشبهات" التي يتحجج بها بعض المدونين المغاربة الفرنكفونيين، عند سؤالهم عن عدم تدوينهم بلغة البلاد بدلاً من الفرنسية؟ لذا، سأغتنم الفرصة وأجابه الشبهة التي كنتُ أتخفى وراءها ثم أبيّن كيف صرعتها. :)
لماذا بدأت التدوين باللغة الفرنسية؟ لأن أول ما تابعته على الأنترنت كان هوَ المحتوى الفرنسي نظرًا لضعف المحتوى العربي أنذاك، شأني شأن أغلبية مستخدمي الأنترنت في سنوات فقاعات الأنترنت وبداية الوب .2.0 كما السبب يرجع لأسلوبي العربي الذي كان في مرحلته الجنينية بينما الأسلوب الفرنسي كان متقدمًا والفضل كل الفضل للمدرسة الإبتدائية فالإعدادية فالثانوية وقدر الاهتمام الذي كنتُ أعطيه لحصص اللغات الأجنبية، حيث اكتفشتُ أني أجد راحتي في حصص التعبير الكتابي، ومنه بدأتُ التدوين بالفرنسية. ثم، وابتداءًا من سنوات الدراسة في المرحلة الإعدادية ثم الثانوية، بدأت أستحسن اللغة العربية (رغم عدم كتابتي لأي شيء بها) بفضل بضع أستاذة يستحقون لقب الأستاذ عن جدارة واستحقاق. وإذ بي أكتشف صدفة وجود مجتمع تدويني مغربي صغير باللغة العربية يشق طريقه في الأنترنت والمشهد التدويني المغربي بعدما كانت الساحة التدوينية المغربية الـBlogoma فرنكفونية أكثر منها عربية، فقلتُ مع نفسي، "لما لا أدلي بدلوي في البحر العربي بعدما ارتويتُ من النهر الفرنكفوني؟".
في ظل تزايد اهتمامي باللغة العربية، فكّرتُ في الكتابة بها وكانت البداية في نفس المدونة التي أكتب بها باللغة الفرنسية، ثم وبنصح من الإخوة المدونين بالعربية أنشأت مدونة خاصة باللغة العربية -الماثلة أمامكم-، فأصبحت هيَ الرئيسية مع توالي الأزمان.
الأمر إلى هنا جميل، لكن كيف حسّنتُ من عربيتي بعدما كنتُ لا أُحسِن كتابة جملة مفيدة؟
الأمر سهل، شأنه شأن كل المُكتسبات الجديدة وهوَ الممارسة. إذ بعد ما يمكن أن أسميه، مرحلة الأسد النيتشوي (حسب تقسيم فريدريك نيتشه، الجمل يحمل أعباء العادات والتقاليد وهوَ في الصحراء، فيكتشف أن تلك الحمولة الزائدة تزيد من إرهاقه بلا فائدة تذكر، فيتخلص منها -يكسر القيود- ثم يصبح حرًا أسدًا وبعده طفلاً بريئًا ذي صفحة بيضاء، يعيش الحياة من جديد)، بدأت أجول الأنترنت العربية شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا أقرأ ما يكتُبه الغير من الزملاء المدونين العرب وأعلق على تدويناتهم، إلخ، لغاية الكُليمات التي نسجت جمل هذه الفقرة.
هذه التدوينة عبارة عن تلخيص بسيط لتجربتي في التدوين وتدرُّجي من اللغة الفرنسية نحو اللغة العربية، لعلّها تفتح بصيرة متردّد وتنير طريق مبتدئ.
يذكر محمّد في تقريره عن ملتقى المدونين المغاربة الذي انعقد في مدينة الصويرة، عن بعض الأسباب أو "الشبهات" التي يتحجج بها بعض المدونين المغاربة الفرنكفونيين، عند سؤالهم عن عدم تدوينهم بلغة البلاد بدلاً من الفرنسية؟ لذا، سأغتنم الفرصة وأجابه الشبهة التي كنتُ أتخفى وراءها ثم أبيّن كيف صرعتها. :)
لماذا بدأت التدوين باللغة الفرنسية؟ لأن أول ما تابعته على الأنترنت كان هوَ المحتوى الفرنسي نظرًا لضعف المحتوى العربي أنذاك، شأني شأن أغلبية مستخدمي الأنترنت في سنوات فقاعات الأنترنت وبداية الوب .2.0 كما السبب يرجع لأسلوبي العربي الذي كان في مرحلته الجنينية بينما الأسلوب الفرنسي كان متقدمًا والفضل كل الفضل للمدرسة الإبتدائية فالإعدادية فالثانوية وقدر الاهتمام الذي كنتُ أعطيه لحصص اللغات الأجنبية، حيث اكتفشتُ أني أجد راحتي في حصص التعبير الكتابي، ومنه بدأتُ التدوين بالفرنسية. ثم، وابتداءًا من سنوات الدراسة في المرحلة الإعدادية ثم الثانوية، بدأت أستحسن اللغة العربية (رغم عدم كتابتي لأي شيء بها) بفضل بضع أستاذة يستحقون لقب الأستاذ عن جدارة واستحقاق. وإذ بي أكتشف صدفة وجود مجتمع تدويني مغربي صغير باللغة العربية يشق طريقه في الأنترنت والمشهد التدويني المغربي بعدما كانت الساحة التدوينية المغربية الـBlogoma فرنكفونية أكثر منها عربية، فقلتُ مع نفسي، "لما لا أدلي بدلوي في البحر العربي بعدما ارتويتُ من النهر الفرنكفوني؟".
في ظل تزايد اهتمامي باللغة العربية، فكّرتُ في الكتابة بها وكانت البداية في نفس المدونة التي أكتب بها باللغة الفرنسية، ثم وبنصح من الإخوة المدونين بالعربية أنشأت مدونة خاصة باللغة العربية -الماثلة أمامكم-، فأصبحت هيَ الرئيسية مع توالي الأزمان.
الأمر إلى هنا جميل، لكن كيف حسّنتُ من عربيتي بعدما كنتُ لا أُحسِن كتابة جملة مفيدة؟
الأمر سهل، شأنه شأن كل المُكتسبات الجديدة وهوَ الممارسة. إذ بعد ما يمكن أن أسميه، مرحلة الأسد النيتشوي (حسب تقسيم فريدريك نيتشه، الجمل يحمل أعباء العادات والتقاليد وهوَ في الصحراء، فيكتشف أن تلك الحمولة الزائدة تزيد من إرهاقه بلا فائدة تذكر، فيتخلص منها -يكسر القيود- ثم يصبح حرًا أسدًا وبعده طفلاً بريئًا ذي صفحة بيضاء، يعيش الحياة من جديد)، بدأت أجول الأنترنت العربية شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا أقرأ ما يكتُبه الغير من الزملاء المدونين العرب وأعلق على تدويناتهم، إلخ، لغاية الكُليمات التي نسجت جمل هذه الفقرة.
هذه التدوينة عبارة عن تلخيص بسيط لتجربتي في التدوين وتدرُّجي من اللغة الفرنسية نحو اللغة العربية، لعلّها تفتح بصيرة متردّد وتنير طريق مبتدئ.
3 تعليقات:
بورك مسعاك .... لكل شخص حربته لكن لما يزيد الشيء عن حده ينقبل لما يحمد عقباه كان تصبح لغة محتلك لغتك و تنسى لغة لحمك و دمك ..
المحتوى العربي متواجد منذ البداية، وإن كان قليلا (أو صعب الوصول فتراه نادرا) فذلك عائد لرهانات المرحلة (رهانات المرحلة؟ مصلطح مخزني بامتياز!).
المحتوى الفرنسي كان ضعيفا في بداياته أيضا، لكنّها لم تكن ذريعة للفرنسيين حتى يتجاوزوا لغتهم للإنكليزية! أذكر مبادرات كثيرة خلال العقد الماضي عن الدفع بالمحتوى الفرنسي للأمام، وحضرت لقاءات لتقنيين فرنسيين ورأيت دفاعهم (واستماتتهم) في توطين المحتوى/التقنيات/البرمجيات/الفلسفة الإنكليزية (وهي السائدة وقتها في النت).
أمّا ردّ الأمر للتعليم فلا أظنّه صائبا. كأنّنا نفترض أنّ من يدوّن بالعربية الآن من المغاربة درسوا في المسيد و/أو لم يتقنوا الفرنسية يوما! ماذا لو عرفت مثلا أنّني أحمل شهادة من المعهد الفرنسي ودراستي الجامعية كلّها بالفرنسية، هل هذا منعني يوما من التدوين بالعربية؟ أبدا!
أمّا عن بدايات التدوين المغربي، المدوّنون المغاربة بالعربية كانوا قلّة نعم، وكذلك كان بالفرنسية! بشكل ما تمّ تسليط الضوء على التدوين بالفرنسية وتجاهل ذاك بالعربية، لا زال هذا حاصلا ليومنا هذا نوعا ما.
منذ بدأت أدون و أنا أدون بالعربية
ربما لأني يوم أقنعوني أن أدون كنت في مرحلة أحتاج فيها أن أدون لنفسي أكثر من أن أدون لقرائي ..
كنت أكتب بعض المذكرات بالفرنسية في زمن ما ،
لكن ما جعلني أتمسك باللغة العربية ، هو هويتنا أولا و راحتي و حبي لها .. دائما فضلتها على اللغات الأخرى ..
طبعا أنا جديدة في مجال التدوين ، لم أكمل السنة بعد و لا أستطيع أن أعلم في بداية الأمر كيف كانت الأمور
لكن اذا رأينا الأمر بمنظور أخر ، بحيث نتغلب على اللغة الفرنسية التي تطبعنا معها في المدارس و في السوق و حتى في الحمام العمومي .. من أجل هويتنا و عودتنا إلى أن نكون نحن و ليس مجرد مقلدون لهم .. سيكون الأمر أفضل ، و حتى التدوين بالعربية مطلوب لإعادة خذمة هذا الهدف ..
لكل اختياره أولا و أخيرا و لا ألوم على من تمسك بلغة الأجانب ..
لكن شخصيا أرفض متابعة أي مدون لا يكتب باللغة العربية ..
سلامي
إرسال تعليق