الاثنين، 23 أبريل 2012

في وجوب انتقاد الخلف لأخطاء السلف

يتحدث الدكتور طارق الحبيب، وهو استشاري في طب النفس، في مداخلته في إحدى القنوات التلفزية عن الربيع العربي، مبررًا سوء العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بقوله أن أغلب المصائب والجوائح السياسية الحاصلة في بلاد العرب سببها بني أمية (الأمويون) وبني العباس (العباسيون). وقوله صحيح، إذ يذكر التاريخ ما استحلوه تحت اسم الخلافة الإسلامية.



طارق الحبيب : كل مصائبنا بسبب بني أمية وبني العباس


يجعل الدكتور العلة في السلف لتبرير تصرفات الخلف، وهو تبرير ينافي المنطق السليم إن افترضنا أن الإنسان ذو عقل وفكر يقرر طريقة تدبيره للحياة مستقلاً عن سابقيه. ويدندن في هذا الصدد، ناس الغيوان، الذين لا علاقة لهم بالأمر لا من بعيد ولا من قريب، سوى أن بعض كلمات أغانيهم فاجأت ذهني وأنا أشاهد المشهد.

يقول ناس الغيوان في بضع نُغَيمات أن "الماضي فات"، فما فعله السلف لا يستلزم من الخلف اتباعه ضرورة أو تقليده إن اعتبرنا وجود عقل يفكر ويسأل وينتقد ويميز بين الفاسد والصالح من الأمر، فـ"الماضي فات، يا الشاغل بيه بالك، مات". تبرير طريقة الخلف في الحكم، أي الحكام العرب الحاليين بطريقة الخلف، تبرير في غير محله، ويقول فيه علي بن أبي طالب: "إن الفتى من يقول ها أنذا *** ليس الفتى من قال كان أبي". ويقول عز من قائل في سورة الزخرف، (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون (22) وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون (23) قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون (24)).

على قول ناس الغيوان أن "دوام الحال من المحال"، أعلن ختام هذه التدوينة مبشرًا الأمة بأن لها واسع النظر في قضية الحرية.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة