الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

يحدث في الطراموي

الطراموي - محطة باب مريسة | المصدر

لا يخفى على أحد من المغاربة أنه تم افتتاح أول طراموي في المغرب في القرن الحالي في مدينتي الرباط-سلا و ذلك بعد آخر أمل شوهد في القرن الماضي ( ~1921) في نفس المدينتين.

بعيداً عن عبارات المدح و غيرها، سأنتقل لتفاصيل الفكرة التي أود الوصول إليها بإيجاز.
أثناء ركوبي و لأول  ثم ثاني و ثالث فرابع مرة في الطرام الخاص بمديني الرباط و سلا، أكثر ما شدني هو البرودة (ليست درجة الحرارة) التي تظهر على ملامح أغلب الركاب، كما لو كنت في ضيافة أناس آليين أو ما يسمى بالـHumanoid إذ الأغلبية صامتة، فبين من لا يزحزح عينه عن الأرض و الآخر الذي يستمع للـiPod الخاص به يحوم نسيم بارد كمثل ما نلقاه فجراً كما لو أن خدمة الطرام الإجتماعية هي تدريب الركاب على الصمت الذي هو من "ذهب" بخلاف طابع الحافلة العمومية (الباص) الحميمي حيث الكل على هيأته الطبيعية يتكلم و يحيى كما يحلو له.

تساءلت فعلاً عن سبب تلك الحالة النفسية التي يقع فيها لا إرادياً أغلب راكبي الطرام إلى أن وقعت أثناء تجولي في الشبكة على موضوع يشرح حالة مشابهة إذ لهم نصيبهم من البرودة بالمثل في الـMetro أو الـSubway في الغرب مرفقاً برابط للتدوينة (فرنسية) ذات الموضوع في آخر الطرح التي سأستعير لتوفيق الأمر مع الطرام المغربي.

أغلبنا أحس بذلك الشعور المميز الذي هو العزلة حين ركوبه في مصعد كهربائي مع مجموعة من الأشخاص المجهولين. الجو العام في تلك اللحظة يكون ثقيل حيث جل ما يشغل تفكيرنا هو "متى سيتوقف المصعد لأنتهي من هذا العذاب؟". لا كلمة و لا لمحة عين، مجرد جو ثقيل يبعث على الرهبة في قفص معدن حجمه بضعة أمتار مكعبة.

هل تساءلتم يوماً لماذا؟

مناخ المصعد يشابه لحد ما الجو العام للطرام : لا كلمة بالإضافة إلى تفادي رؤية الأخر في عينيه.

أناس ثقيلي الدم؟
الأمر ليس بتلك السطحية..في الحقيقة، يمكن لأي أحد أن يبدأ حديثاً مثيراً للإهتمام مع السيدة التي تجلس في الكرسي المجاور أو الرجل المقابل ذو ربطة العنق و البذلة الأنيقة. رغم ذلك، يبدو أنهم لا يعيرون للأمر اهتماماً. :^(
المدهش في الأمر هو أنه من الراجح أن يكون أغلبهم سعيد، نشيط و منقتح في حياته اليومية. :^) ببساطة، تعلم هؤلاء قانون واحد، قاعدة واحدة يحرصون على عدم خرقها.

إن كنتم فضوليين (بالمعنى الإيجابي)، أقترح عليكم في نهاية التدوينة مقطعي فيديو لطيفين يرسمان معالم ما سيتم شرحه الآن.

قواعد حسن السلوك في المصعد
في الواقع، توجد قائمة من القواعد الغير مكتوبة التي تتبعها أغلبية الثقافات بعناية شديدة حين تتواجد في مناطق ذات كثافة بشرية عالية، عملياً، عدد الأشخاص لكل متر مكعب. في المصعد الكهربائي كمثال، أو حينما ننتظر دورنا في طابور لشراء تذكرة القطار، الطرام أو النقل العمومي على العموم. القواعد هي:
بيبي
  1. يجب أن لا أتحدث من أحد. هذه القاعدة رقم 1 تشمل أيضاً الأشخاص الذين أعرفهم.
  2. كل تبادل للنظرات مع الآخر محظور.
  3. ينصح الحفاظ على وجه ذو تعابير و ملامح محايدة. لم يتم التسامح مع أي انفعال أو مشاعر ظاهرة.
  4. الحمد لله، لدي كتاب أو صحيفة، سأدعي أني منغمس تماماً في هذه القراءة.
  5. نسخة منوعة للقاعدة 4. أحافظ على سماعات الـiPod في الأذنين.
  6. عجباً، المصعد مكتظ، من الأفضل أن لا أتحرك.
  7. من المهم أن أراقب بحذر أرقام الطوابق التي يمر منها المصعد و هي تتغير (لإيجاد عذر لعدم تجاوز القاعدة 2).

هل تطبقون أيضاً هذه القواعد؟ :^)

هذا السلوك عبارة عن قناع إنفعالي. إنه مجرد محاولات تهدف لإخفاء العواطف عن الآخرين بارتداء قناع الحياد التام. قد يقول أحدكم، من أين جاءت هذه القواعد؟

ما كتبته أعلاه كان في فصل الصيف عند تجربتي الأولى للطراومي حيث الغرابة كانت سيدة الموقع. الآن تعودت عليه و لم يعد يهمني التحدث  عنه، إن كان أحد منكم في عطش للمعرفة، فليتجه لهذا الرابط (فرنسية) و يستقصي سبب برودة المشاعر في الطرام :

بالمناسبة، كان عنوان التدوينة المقرر في فصل الصيف هو: مسموح تداول مشاعر الحب و المودة في الطراموي. تم تغيره الآن!

رجوعاً لما أواجهه و يواجهه الكثير من أصدقائي يومياً في الطراموي من أجواء و مواقف، أعدد منها الكافي الشافي لعطش الآتي.

لاحظت في أول شهر شتنبر أن السائقات الإناث تسقن الطراومي بتهور و انفعال عكس الذكور الذين يسقنه بمهل و طمأنينة. أعتقد أنه كان بسبب بداية موسم العمل بالنسبة لهم، تغير الآمر و تعودن عليه و أصبح الأمر سواء. الأمر الذي يزعج في بعض الأحيان حالياً هو كثرة الزحام في الطراموي في أوقات الذروة حيث يلتصق الناس بالأبواب و الزجاج، لدرجة أن تلك الشاحنات المحملة بالبشر و الماشية و الدواجن القادم من أحد المواسم و الإحتفاليات البدوية تبدو كالنعيم على عكس الطراموي.
رغم كل شيء، لو كان الطراموي يصل جميع مدن المغرب صاعداً للشمال و نازلاً للجنوب، ماراً على الداخل بين الوديان و السهول كما الهضاب، لكان فعلاً العام زين!

2 تعليقات:

عبد الحفيظ يقول...

صدق او لا تصدق ، لم اجربه الى اليوم ، و لست متحمسا ، يكفي ما الاقيه في القطارات التقليدية، و قريبا في الميترو ....

Man From Earth ! يقول...

انا منين كانركب فشي حافلة كانتمنا نلقا الصمت 

بغيتيهوم يقراو التدوينة ينوضو يكتبو فيه ويزوقوه ويهرسو ليه الجاج ههه
خلي الامور غادا زينة ويلا كانو مصدومين مزيااااااااان الله يكمل بيخير دير ليزيات وسير معاهوم فالخط ههه

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة