الخلود في الدنيا، ينبوع الشباب أو إكسير الحياة حيث من يتوذقه لا يمسه الموت أبداً.. الكثير من الناس بناء على درجة سعادتهم في الحياة إذا كانت مرتفعة مقارنة بالآخرين، يتمنون حياة الأبدية في الدنيا، بل و حتى الفلاسفة لم يسلموا من التفكير في الأمر.
من الذي لم يحلم بالخلود ؟
لا يهم الأمر يقدر ما أنه، و في مرحلة معينة، سيسبب مشكلة جدية في عدد شموع عيد الميلاد.. - فيليب جيلوك
L’atelier de Sisyphe © Gilbert Garcin |
لن يكون الموضوع خيالياً، بل علمياً/بيولوجياً مقروناً بالقليل من الفلسفة البسيطة.
سنكتشف نقطة نطقة إجابة السؤال "ما مصيرنا و كيف سيكون العالم لو عشنا للأبد؟" بطريقة بيولوجية منطقية تسلسلية.
فكرة الخلود البيولجي و الرقمي أصبحت في متناول العلم
الطريق أصبحت معبدة بالنسبة لقضية الخلود في الأرض التي تعتبر استمرار لمعلوماتنا و وظائفنا في الزمن. يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال استراتيجيتين : الحفاظ على القاعدة أو الركيزة في الجسد الحالي أو نقلها لآخر.
يذكر أن الشيء الوحيد الذي يمنع الإنسان من تمديد فترة حياته لمدة أطول هو أنزيم التيلوميراز حيث يعمل العلماء على تجديد هذه الأنزيمات لتبطئ في يوم من الأيام عملية الشيخوخة. هذا في حال البقاء على الركيزة أو القاعدة في الجسد الحالي. بينما في فكرة نقل الركيزة لمستقبل ثاني، يفهم أن حالة الخلود ستتدهور أثناء العملية حيث أنه من الممكن في ظل الظروف الطبيعية و ليس المثالية فقدان بعض من المعلومات و الوظائف مما يجعل المستقبِل لا يشبه كلياً كلياً سابقه المعطي.
نقل الركيزة يبعدنا عن التعريف الأصلي، لكن المتعارف عليه هو أنه في حالة وقوع حادثة سير كمثال يمكن أن تلغي حالة الخلود إن تم اكتشافها و تطبيقها بالنسبة للذي وقعت له الحادثة. الأمر الذي يوحي بأن الخلود البيولوجي و الرقمي عبارة عن عمليتان متكاملتان لمحاولة تخطي عقبات الموت الفجائي.
الساعة 3:19 صباحاً، أعتذر عن استكمال التفسير العلمي لكيفية الوصول للخلود عن طريق الرقمنة و البيولوجيا. و لأكون صريحاً لا علاقة لي بالعلم و خصوصاً البيولوجيا سوى أني درستها في الثانوية و حالياً في جامعة محمد الخامس، كلية العلوم بالرباط التي لا أذهب إليها سوى لأني لا أحب البقاء في المنزل.. بالتأكيد، إذ يوجد فيه الحاسوب الذي يعني الأنترنت، التي تحيل لا أرادياً للفيسبوك الذي ينتهي بانقطاعي عن العالم الخارجي أو الواقع و تسمري أمام شاشة الحاسوب كالأمانة. تلك التي تضعها في مكانها و لا تفعل شيئاً ثم يأتي صاحبها لاحقاً ليأخدها.. نعم، أنا هو تلك الأمانة. لكن من باب حبي اللامشروط لكم، أضع بين أيديكم بضعة روابط قد تفيدكم للإستزادة في البحث (ملاحظة: الروابط تحيل لمقالات بالفرنسية و الإنجليزية نظراً لندرة المحتوى العلمي باللغة العربية) :
ماذا لو عشنا الأبد؟
للوهلة الأولى، نعتقد أن فكرة موتنا بعد كبر سننا عبارة عن خطأ حدث في عملية التطور ككل. إذا كان يفهم من التطور أن البقاء للأصلح، أفليس أن الأصلح هو الذي يتوالد و يبقى في صحة جيدة للأبد؟
قد يكون هذا تبسيط سطحي يجانب الصواب فالتطور ليس فقط أن الأصلح هو الذي يبقى و لكن الفكرة تبقى صالحة.
تقول النظرية الشائعة حالياً أننا نشيخ لكي يستطيع عدد كبير من أفراد الساكنة البقاء على قيد الحياة و الوصول لسن التناسل و الإنجاب دون عرقلة المسار الطبيعي للحياة.
الأمر و ما فيه هو أن مغزى الشيخوخة ثم الموت ما زال مستعصياً للفهم بالنسبة للكثير من العلماء، الشيء جعل أندري مارتينز André Martins من جامعة ساو باولو البرازيلية أن ينشئ برنامج محاكاة على الحاسوب يبين الفائدة التي تجنيها الساكنة من الشيخونة و الموت.
في نموذجه التطبيقي[1]، أنشأ مجموعتين، الأولى مثلنا تحيى و تموت و الثانية تبقى خالدة و لا تموت، ثم وضع المجموعتين في منطقة تتعرض لتغيرات بيئية متكررة. بعدها أطلق مجموعة من عمليات المحاكاة ليكتشف كيف كان أداء المجموعتين بالتوازي.
قد يعتقد الكثيرون أن المجموعة الخالدة، أي التي لا تموت أبداً تعيش في هناء و صفاء أكثر من المجموعة العادية إذ أنهم في صحة جيدة للأبد و لا يقلقون على مرض أحد.. لكن لدرجة أنهم و بسبب طول حياتهم أصبحوا عبئاً على المجموعة العادية. أكمل أندري مارتينز عمليات المحاكاة لأجيال عدة، الذي يعني أن المجموعة العادية استمرت في الموت الطبيعي لذا كان يتحتم عليهم التناسل المستمر و إلا انقراض الساكنة.
مع التغير المستمر في البيئة، استطاعت ذرية المجموعة العادية التي تموت طبيعياً من التكيف مع البيئة المحيطة بها عن طريق الطفرات على عكس المجموعة الخالدة التي لم تستطع التكيف نظراً لحفاظها على بنيتها كما كانت قبل عدة أجيل مضت مما جعلها عرضة للأمراض نظراً لسوء تكيفهم مع البيئة المحيطة الجديدة الأمر الذي أدى بدوره إلى سيادة المجموعة العادية على المجموعة الخالدة. بل أسوأ، المجموعة الخالدة التي لم تذق الموت أبداً لم يبقى فيها متسع للتناسل إذ أصبحت منطقتها مملوءة بالبشر الخالد كما أنه لم تعد هنالك فرصة لتغير الناس ذوي سوء التكيف بآخرين شباب و أطفال ذوي احتمال تكيف جيد.
نستختلص أن الخلود و الحياة الجيدة (التكيف من المحيط) ضدان إذ يستلزم الموت كريكزة لاستمرار الحياة الطبيعية. عمقاً، لو كان الخلود، لوهت الحاجة للتغيير و التناسل.
أطفال المجموعة الخالدة لن يستطيعوا الحصول أبداً على عمل قار لأن لا أحد من الكبار سيحال على التقاعد كما أنهم بالمثل لن يستطيعوا الحصول على أي ملك أو منزل للعيش فيه لأنهم لن يرثوا أبداً... إلخ.
بما أن لا أحد يموت طبيعياً، فساكنة المجموعة الخالدة ستنفجر لدرجة استنزاف جميع الموارد الطبيعية بالمرة. الشيء الذي يُظهر أن الكبار في السن سيحتكرون أي مورد محتمل مما يجعل الساكنة الصغيرة أو الشابة في حاجة ملحة => موت بطيئ مثل أطفال الصومال حالياً.
عند وصولنا لتلك النقطة من الخلود، ستتوقف عملية التطور ككل و لن يستطيع الخالدون أبداً التكيف مع محيطهم البيئي، لهذا سادت المجموعة العادية على المجموعة الخالدة في عملية المحاكاة لأنها استمرت في دورة الحياة الطبيعية - حياة، موت، طفرة، تطور، حياة.. - و الرابح دائماً مع الطبيعة.
الأمر أعمق بكثير من هذا التبسيط المذكور في التدوينة و الناتج عن عملية محاكاة حاسوبية. لكن عملياً فبوادر الخلود - و لو أننا مازلنا مع المجموعة العادية - أصحبت تظهر رويداً رويداً كالإحتباس الحراري، الإنفجار السكاني، كثرة الأمراض و الكوارث الطبيعية، نبوض النفط و غيرهم الكثير.
لا أدري سبب كتابتي لهذه التدوينة.. أهي "متلازمة الطالب الباحث" في صفتها البدائية أم فقط أفكاري حالياً عبارة عن معمل غاز؟
__
للوهلة الأولى، نعتقد أن فكرة موتنا بعد كبر سننا عبارة عن خطأ حدث في عملية التطور ككل. إذا كان يفهم من التطور أن البقاء للأصلح، أفليس أن الأصلح هو الذي يتوالد و يبقى في صحة جيدة للأبد؟
قد يكون هذا تبسيط سطحي يجانب الصواب فالتطور ليس فقط أن الأصلح هو الذي يبقى و لكن الفكرة تبقى صالحة.
تقول النظرية الشائعة حالياً أننا نشيخ لكي يستطيع عدد كبير من أفراد الساكنة البقاء على قيد الحياة و الوصول لسن التناسل و الإنجاب دون عرقلة المسار الطبيعي للحياة.
الأمر و ما فيه هو أن مغزى الشيخوخة ثم الموت ما زال مستعصياً للفهم بالنسبة للكثير من العلماء، الشيء جعل أندري مارتينز André Martins من جامعة ساو باولو البرازيلية أن ينشئ برنامج محاكاة على الحاسوب يبين الفائدة التي تجنيها الساكنة من الشيخونة و الموت.
في نموذجه التطبيقي[1]، أنشأ مجموعتين، الأولى مثلنا تحيى و تموت و الثانية تبقى خالدة و لا تموت، ثم وضع المجموعتين في منطقة تتعرض لتغيرات بيئية متكررة. بعدها أطلق مجموعة من عمليات المحاكاة ليكتشف كيف كان أداء المجموعتين بالتوازي.
قد يعتقد الكثيرون أن المجموعة الخالدة، أي التي لا تموت أبداً تعيش في هناء و صفاء أكثر من المجموعة العادية إذ أنهم في صحة جيدة للأبد و لا يقلقون على مرض أحد.. لكن لدرجة أنهم و بسبب طول حياتهم أصبحوا عبئاً على المجموعة العادية. أكمل أندري مارتينز عمليات المحاكاة لأجيال عدة، الذي يعني أن المجموعة العادية استمرت في الموت الطبيعي لذا كان يتحتم عليهم التناسل المستمر و إلا انقراض الساكنة.
مع التغير المستمر في البيئة، استطاعت ذرية المجموعة العادية التي تموت طبيعياً من التكيف مع البيئة المحيطة بها عن طريق الطفرات على عكس المجموعة الخالدة التي لم تستطع التكيف نظراً لحفاظها على بنيتها كما كانت قبل عدة أجيل مضت مما جعلها عرضة للأمراض نظراً لسوء تكيفهم مع البيئة المحيطة الجديدة الأمر الذي أدى بدوره إلى سيادة المجموعة العادية على المجموعة الخالدة. بل أسوأ، المجموعة الخالدة التي لم تذق الموت أبداً لم يبقى فيها متسع للتناسل إذ أصبحت منطقتها مملوءة بالبشر الخالد كما أنه لم تعد هنالك فرصة لتغير الناس ذوي سوء التكيف بآخرين شباب و أطفال ذوي احتمال تكيف جيد.
الرغبة في الخلود، هي الرغبة في الإستمرار الأبدي لخطأ كبير. آرثر شوبنهاور
نستختلص أن الخلود و الحياة الجيدة (التكيف من المحيط) ضدان إذ يستلزم الموت كريكزة لاستمرار الحياة الطبيعية. عمقاً، لو كان الخلود، لوهت الحاجة للتغيير و التناسل.
أطفال المجموعة الخالدة لن يستطيعوا الحصول أبداً على عمل قار لأن لا أحد من الكبار سيحال على التقاعد كما أنهم بالمثل لن يستطيعوا الحصول على أي ملك أو منزل للعيش فيه لأنهم لن يرثوا أبداً... إلخ.
بما أن لا أحد يموت طبيعياً، فساكنة المجموعة الخالدة ستنفجر لدرجة استنزاف جميع الموارد الطبيعية بالمرة. الشيء الذي يُظهر أن الكبار في السن سيحتكرون أي مورد محتمل مما يجعل الساكنة الصغيرة أو الشابة في حاجة ملحة => موت بطيئ مثل أطفال الصومال حالياً.
الخلود يستلزم الكسل، لأن الشخص الخالد يؤجل عمله إلى الغذ و ذلك للأبد. جورج وولينسكي
عند وصولنا لتلك النقطة من الخلود، ستتوقف عملية التطور ككل و لن يستطيع الخالدون أبداً التكيف مع محيطهم البيئي، لهذا سادت المجموعة العادية على المجموعة الخالدة في عملية المحاكاة لأنها استمرت في دورة الحياة الطبيعية - حياة، موت، طفرة، تطور، حياة.. - و الرابح دائماً مع الطبيعة.
الأمر أعمق بكثير من هذا التبسيط المذكور في التدوينة و الناتج عن عملية محاكاة حاسوبية. لكن عملياً فبوادر الخلود - و لو أننا مازلنا مع المجموعة العادية - أصحبت تظهر رويداً رويداً كالإحتباس الحراري، الإنفجار السكاني، كثرة الأمراض و الكوارث الطبيعية، نبوض النفط و غيرهم الكثير.
لا أدري سبب كتابتي لهذه التدوينة.. أهي "متلازمة الطالب الباحث" في صفتها البدائية أم فقط أفكاري حالياً عبارة عن معمل غاز؟
__
4 تعليقات:
موضوع جميل كالعادة ...شكرا على الافادة
موضوع فلسفي مفيد لكن ربما يكون هناك نتائج عكس ماتقولة التجارب.
الخلود الرائع هو ان تبقى شابا خالدا وليس شيخا خالدا
كل من عليها فان ويبقا وجه ربك ذولجلال والإكرام
إرسال تعليق