تقود الأنترنت الناس نحو الجنون، أمر بديهي. الفتى في المنتدى الذي نعتك بالغبي (أقصد أسوء النعوت) لأنك تشجع فريق برشلونة بينما هو من أنصار ريال مدريد قد يكون فائق الطيبة و الأدب لو التقيته في الواقع.
في الواقع، لقد حان الوقت لتحديث مراجع التشخيص النفسي بهذه القائمة من الإضطرابات الجديدة التي يبدو أن أعراضها تظهر فقط حينما يفتح الشخص متصفح الأنترنت.
في الواقع، لقد حان الوقت لتحديث مراجع التشخيص النفسي بهذه القائمة من الإضطرابات الجديدة التي يبدو أن أعراضها تظهر فقط حينما يفتح الشخص متصفح الأنترنت.
إضطراب الإنفجار المتناوب على الأنترنت
(مول العين الحمرا)
تماماً مثل السفاحين، يبدو طبيعياً جداً في البداية. لساعات أو حتى لأيام، سيستمر في المرح و إثارة نقاشات ساحرة و مثيرة للإهتمام في المنتديات أو التعليقات. لكن شيئاً ما، أي شيء، أخلّ توازنه مما جعل مزاجه يؤول لنوبة غضب قد تجعل هتلر بنفسه يقول، "Mein Gott! إهدأ يا صاح!".
في العالم الواقعي يسمى...
Intermittent explosive disorder أو بترجمة تقريبية : إضطراب الإنغجار المتناوب.
خارجاً في العالم الحقيقي، IED عبارة عن اضطراب السيطرة على الإنفعالات الذي يمكن أن يجعل الشخص يتصرف كما لو أن أسرته بالكامل قتلت بوحشية لمجرد أن عاملة المطعم نسيت أن تضع البطاطس المقلية برفقة الساندويتش.
هم عرضة لنوبات لا يمكن السيطرة عليها من الغضب التي تحدث في حالات لا تستدعي ذلك.
في حين أن هذا الإضطراب لا يصيب إلا 6% من البشر في الحياة الحقيقية، يحدث في أن تواجه في الأنترنت في أغلب مواضيع المنتديات و التعليقات مثل تلك الحالات. و ليس هناك ما يثيرهم مثل ضربة خفيفة في "الأنا" الخاص بهم:
الضنين: مرحباً يا شباب! لقد أنجزت هذه الصورة في الفوتوشوب للتو. تسلموا، هل يمكنني الحصول على بعض النقد البناء؟؟
زائر عادي: ما شاء الله على الإنجاز المتميز، لكن يمكنك أن تخفض من عدد اللاّيرات و إضافة القليل من اللون الأخضر الغامق لقمة الشجرة.
الضنين: لعنة الله عليك يا صهيوني عميل إسرائيل الملحد. يا إرهابي يا جبان يا عديم الفائدة، يا حسود يا أناني. لقد ربحت الكثير من الأوسمة في منتديات الجرافيكس في الوقت الذي كنتَ تستمني فيه في قبو منزلكم و تلعب في Dofus...
(يستمر الرد المليئ بالشتائم لـ2000 كلمة أو نحو ذلك).
إذا، لماذا يحدث الأمر في الأنترنت؟
أولاً، بديهياً: أغلبنا يكبت نوبات غضبه في العالم الحقيقي خوفاً من الحصول في المقابل على لكمة في الوجه مقدمة برونق و جمال ساحر من طرف الشخص الذي قد يكون هدف نوبة الغضب من السباب و الشتم. ثانياً، في الأنترنت حيث الكل سواسية كأسنان المشط، لا نقود و لا ملابس فاخرة قد تمنحك الإحترام، حيث يعتقد بعض الناس أن الطريقة الوحيدة لكسب احترام الآخرين هو كالـCowboys في الغرب الأمريكي: إطلاق النار على كل من يعترض طريقهم.
السبب الثالث و الأقل بديهية حيث يعتقد الشخص أنه من دون نبرة الصوت المرتفعة و لغة الجسد العدائية، يصعب التوضيح للآخر أننا في نوبة غضب، لذا فيهتدون بدون وعي مسبق لكتابة فقرات من السباب و الشتائم الثقيلة المحملة بالقنابل النووية في صيغتها الكتابية، و ذلك في كل نوبة غضب على الأنترنت حتى و لو دون قصد.
و الغريب في الأمر، هو أن ذلك الغاضب الذي يرفع من ضغط شبكة الأنترنت، قد تجده أثناء كتابة تلك القنبلة الكتابية، يجلس في بيته مع صديقه و يحتسي كأس شاي في تأن و طمأنينة في إطار محادثة عن فنون اليوغا و الإسترخاء المعطرة برائحة زهر الليمون و عبق الخزامى.
Intermittent explosive disorder أو بترجمة تقريبية : إضطراب الإنغجار المتناوب.
خارجاً في العالم الحقيقي، IED عبارة عن اضطراب السيطرة على الإنفعالات الذي يمكن أن يجعل الشخص يتصرف كما لو أن أسرته بالكامل قتلت بوحشية لمجرد أن عاملة المطعم نسيت أن تضع البطاطس المقلية برفقة الساندويتش.
هم عرضة لنوبات لا يمكن السيطرة عليها من الغضب التي تحدث في حالات لا تستدعي ذلك.
كتب له أحدهم في الفيسبوك أن نشر الصفحات التي تعدك بمكالمة مجانية حول العالم ليس سوى ضحك على الذقون |
في حين أن هذا الإضطراب لا يصيب إلا 6% من البشر في الحياة الحقيقية، يحدث في أن تواجه في الأنترنت في أغلب مواضيع المنتديات و التعليقات مثل تلك الحالات. و ليس هناك ما يثيرهم مثل ضربة خفيفة في "الأنا" الخاص بهم:
الضنين: مرحباً يا شباب! لقد أنجزت هذه الصورة في الفوتوشوب للتو. تسلموا، هل يمكنني الحصول على بعض النقد البناء؟؟
زائر عادي: ما شاء الله على الإنجاز المتميز، لكن يمكنك أن تخفض من عدد اللاّيرات و إضافة القليل من اللون الأخضر الغامق لقمة الشجرة.
الضنين: لعنة الله عليك يا صهيوني عميل إسرائيل الملحد. يا إرهابي يا جبان يا عديم الفائدة، يا حسود يا أناني. لقد ربحت الكثير من الأوسمة في منتديات الجرافيكس في الوقت الذي كنتَ تستمني فيه في قبو منزلكم و تلعب في Dofus...
(يستمر الرد المليئ بالشتائم لـ2000 كلمة أو نحو ذلك).
إذا، لماذا يحدث الأمر في الأنترنت؟
أولاً، بديهياً: أغلبنا يكبت نوبات غضبه في العالم الحقيقي خوفاً من الحصول في المقابل على لكمة في الوجه مقدمة برونق و جمال ساحر من طرف الشخص الذي قد يكون هدف نوبة الغضب من السباب و الشتم. ثانياً، في الأنترنت حيث الكل سواسية كأسنان المشط، لا نقود و لا ملابس فاخرة قد تمنحك الإحترام، حيث يعتقد بعض الناس أن الطريقة الوحيدة لكسب احترام الآخرين هو كالـCowboys في الغرب الأمريكي: إطلاق النار على كل من يعترض طريقهم.
السبب الثالث و الأقل بديهية حيث يعتقد الشخص أنه من دون نبرة الصوت المرتفعة و لغة الجسد العدائية، يصعب التوضيح للآخر أننا في نوبة غضب، لذا فيهتدون بدون وعي مسبق لكتابة فقرات من السباب و الشتائم الثقيلة المحملة بالقنابل النووية في صيغتها الكتابية، و ذلك في كل نوبة غضب على الأنترنت حتى و لو دون قصد.
و الغريب في الأمر، هو أن ذلك الغاضب الذي يرفع من ضغط شبكة الأنترنت، قد تجده أثناء كتابة تلك القنبلة الكتابية، يجلس في بيته مع صديقه و يحتسي كأس شاي في تأن و طمأنينة في إطار محادثة عن فنون اليوغا و الإسترخاء المعطرة برائحة زهر الليمون و عبق الخزامى.
[المصدر]
2 تعليقات:
للاسف لا يحدث معي هذا
اتصرف تجاه الاشياء عادي وببرودة :)
اعمال العقل سبب لتفادي جميع انواع المشاكل
إرسال تعليق