الأربعاء، 16 مايو 2012

غرائب الطراموي وسكان مدينتي الرباط وسلا

ما يثير استغرابي في مدن كالرباط وسلا هي الساكنة التي تجتمع مثل مياه في قدر في وسط المدينة رغم أن أرض الله واسعة. يتميز البشر بالعناد فيتنافسون على المكان لا لشيء سوى لأنه يسمى وسط المدينة، وسط الحضارة بدون حضارة.

في خضم ذلك الوسط الحضري بدون حضارة، المسمى مدينة بدون مَدَنية، يحدُثُ أن تقع عدة حوادث سير أكثرها إثارة للتعليقات هي تلك الحوادث الخاصة بوسيلة الطراموي الجديدة على سكان العدوتين، الرباط وسلا، والمغرب عمومًا. بالحديث عن المدينة، حينما بُنيت مدينة الرباط ومدينة سلا، لم يؤخد مشروع الطراموي بعين الاعتبار، لهذا فإن ترقيع الطرقات لإنشاء مسار للطراموي يعد فكرة سيئة خصوصًا في ظل انسكاب البشر فيها والانفجار السكاني الهائل الذي تعانيه الضفتين. جدير بالذكر أن الطراموي إن كان يطوي الأرض، فهو يطويها لنفسه ويمددها للآخرين، خصوصًا الراجلين. فبعد أن كان بالإمكان عبور قنطرة الحسن الثاني من سلا نحو الرباط في 5 دقائق مشيًا، أصبحت المدة 10 دقائق بسبب الطراموي. والملاحظ أن شبكة الطراموي التي تم إنشائها في مدينتي الرباط وسلا، لا تمر خطوطها من النقط والمراكز التي تحتاج إليها فعليًا، بقدر ما يمكن تصنيف تلك الشبكة كمسار سياحي لمشاهدة بعض معالم المدينة..

يذكر عبد الرحيم، أن أخاه كاد أن يُصاب من طرف الطراموي بعد أن عاد من الصحراء وهو غير دارٍ بتوفر هذه الوسيلة الجديدة في مدينة الرباط، وإذ هوَ ينتبه ويقفز من مكانه بعد رؤيته للطراموي وهو يكاد يقترب منه برائحة الموت.. وبالحديث عن الصحراء، يشهد المغرب موجة حرارة حارة جدًا هذه الأيام، وأكثر من يعاني منها هم سكان المدن، إذ من سلبيات المدينة أنها تُعَود الناس على الرفاهية، وحين يأتي أمر طبيعي خارج عن الحسبان، كمثل هذه الموجة الحرارية، لا يدري أحدهم كيف يتصرف لتفادي هذا الحر سواء داخل المنزل أو خارجه. كمثال، يتعرّى سكان المدن بغية التماس شيء من النسيم العليل اتقاءًا للحر، فتصيبهم الدوخة والحروق الجلدية عكس مسعاهم، إذ لم يكتسبوا خبرة وتجربة تخول لهم التكيف مع مختلف المناخات كما يفعل سكان الصحراء، إذ يقولون أن "اللّي يرد البرد، يرد الصهد!" بمعنى أن اللباس الذي يمنع البرد، يمنع الحرارة أيضًا، والدليل بدرّاعتهم التي تميزهم وتقيهم حر الصيف وتمنحهم تكييف داخلي طبيعي مريح ومنعش.

يقول عبد الرحيم أن الحل الأمثل لكي يعيش الإنسان بسعادة، هو العمل في المدينة والسكن في البادية. إذ بعد ضغط العمل والبشر في المدينة، يتجه عبد الرحيم لعشه في البادية حيث الهواء النقي والطبيعة الهادئة الجميلة التي تبعث على الإطمئنان، رفقة طيوره المغردة التي يربيها (طائر الحسّون). فلا مشاكل، ولا ضجيج، ولا عناء، سوى راحة يعقبها جديد ما يوفره السوق الأسبوعي يوم الأحد.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة