السبت، 19 مايو 2012

عشوائيات رقمية


يتحدث المدون في تدوينته عن الإرادة الإلهية، وقد غفل عن شيء محوري في الحديث الديني وهو أن الإله منزه عن طباع البشر ومحدوديتهم المحددة بنواميس الكون.
زيد: إذا كان بإمكانه رؤية مستقبله، فهذا يعني أنّ إرادته محكومة وبالتالي ليست مطلقة، وبالتالي لا يصبح مطلق القوى، وإرادته ليست حرة، لأنها قد حُكمت مسبقاً بما رآه. وإذا كانت إرادته حرة ومطلقة فعليه أن لا يتمكن من رؤية المستقبل، وإذا كان ذلك فهو ليس كامل أو مطلق القوة والعلم وبالتالي ليس إله.
حينما يرى المدير مستقبل شركته، فهو يراها تتبع خطوة خطوة بمنطق رياضي لتحصل على النتيجة الفلانية، كذلك أجزم أنها الرؤية المستقبلية التي غفل عنها زيد. فالله كامل والكمال يستلزم الترتيب، والترتيب وتتبع الخطوات يؤدي لنتيجة متوقعة مستقبلاً، وهو التوقع المحتمل والمحسوس الذي يتوقعه المدير في التشبيه لشركته.

وفي بقعة أخرى من الشبكة العنكبوتية، يتم الحديث عن حادثة جهيمان الذي اقتحم رفقة جنده الحرم المكي وأعلن عن ظهور المهدي المنتظر.
في أول يوم من القرن الخامس عشر الهجري (١-١-١٤٠٠هـ/ الموافق ٢٠ نوفمبر ١٩٧٩) قام مجموعة – تتراوح بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ شخص- باقتحام الحرم المكي. قائد الاقتحام يدعى جهيمان العتيبي، الذي أعلن أمام المعتمرين المحتجزين أن زميله- الواقف بين يديه بين الركن الأسود ومقام إبراهيم- (محمد عبدالله القحطاني) هو المهدي المنتظر، وأنه خرج ليملأ الدنيا عدلا بعدما ملئت جورا. لم يستمر التمرد أكثر من أسبوعين، إذ بعد تبادل للنيران متقطع مع القوات السعودية التي عاونتها فرق من الجيش الفرنسي بقيادة بول باريل – قتل على أثرها عدد كبير من المتمردين بمن فيهم المهدي القحطاني نفسه- تم اعتقال حوالي ٤٠ من المتبقين من بينهم جهيمان نفسه الذي حكم عليه بالإعدام.
 أتسائل، لو خرج فعلاً المهدي المنتظر بين الناس وهم غير دارين عن حقيقته، هل سيتم اعتقاله هو الآخر وتلبيسه بعدة تهم من بينها الزندقة أو التطاول على الدين قبل أن يكتشفوا حقيقته؟

أختمها مسكًا من إحدى أماكني المفضلة على الأنترنت، يتحدث المدون عبد الله المهيري عن شيء مهم جدًا وأجزم أن أغلب المدونين والكتاب بل والصحفيين أيضًا يمرون منه موسميًا:
لدي أكثر من 10 مواضيع أريد إنجاز كتابتها وبعضها لم أكتب منه سوى العنوان، ليست المشكلة في عدم وجود ما أكتبه إذاً، لم أحسب ما دونته في أوراقي من أفكار لمواضيع مختلفة أريد الكتابة عنها، كل ما في الأمر أنني أفقد الدافع للكتابة وأحياناً أشعر بالملل منها وأسأل لم أكتب ولمن وما الفائدة؟ لكن بعد ذلك أعود للكتابة كأن شيئاً لم يحدث.
أعتقد أن أغلب المدونين غير حديثي العهد بالتدوين يقعون في هذا الأمر. كومة من التدوينات غير المكتلمة أو الفارغة سوى من العناوين تنتظر من يلقي عليها التحية في دفتر الوسخ -draft-. لا أدري أنا الآخر عن كيفية مواجهة هذا الأمر، لكني أعتقد أنه شيء عادي، فالروتين شيء غير محبب للطبيعة البشرية والإستمرار على شيء لمدة قد يجعله اعتياديًا ومضجرًا لذا يتم افتقاد الدافع للكتابة في آخر المطاف وقد يفكر البعض في اعتزال التدوين والكتابة مطلقًا. لذا أنصح، وعن تجربة، بأخذ وقت راحة  أثناء سبات رقمي استحققته من كل ما له علاقة بالتقنية، بغية تجديد الطاقة وشحن البطارية النفسية.

2 تعليقات:

Unknown يقول...

احسنت تدوينا في هذه المدونة،
اظن ان هذا الموضوع الذي طرحته ، عبارة عن تعليقات علقت بها في المدونات الاخرى ،

يوسف يقول...

@Azedine Benaini: نعم، عبارة عن تعليقات مدوّنة، وهي تدخل أيضًا في إطار التدوين. :-)

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة