أحيي الأستاذ الجامعي عبد الله الحلوي محافظ خزانة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الذي احتج احتجاجًا حضاريًا ومبتكرًا ليوصل صوته للمسؤولين عن شؤون الطلبة والجامعات وذلك عبر تنظيفه مرافق الجامعة بنفسه، بل وتلميع حذاء أحد الطلبة رمزيًا ليُظهر أن مكان الجامعة أو أماكن الدراسة هي عرين الطلبة وليس مغنم المسؤولين.
أكتب هذه التدوينة بمقدمتها حول ذلك الأستاذ المناضل، لكي أشيد بالتعامل الحسن الذي نُلاقيه في الجامعة (جامعة محمد الخامس - أڭدال) من طرف مُختلف العاملين بها، من بسيطهم لعميدهم، كأنك موظف صغير تدخل لمكتبك لمزاولة مهمتك بكل حرية ومسؤولية. هذا هو المثال الذي يجب أن تحذو حذوه مختلف المؤسسات العمومية المغربية.
أقول أن على جميع المؤسسات العمومية الالتزام بهذا النظام لألقي الضوء على ما يُعانيه المتدربين مثلاً في بعض أقسام مؤسسات مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل (OFPPT) والمعاهد المتخصصة في الأشغال التطبيقية (ISTA) من سوء معاملة (تشبيه بالمعاملة التي يتلقاها طفل مشاغب في الإبتدائي) لا تليق بمقام طلب وطالب العلم المغربي. فإن أردنا مغربًا ذي أوراش كبرى فعلية على رؤوسها مسؤولين ثقات، علينا إعادة النظر في المنبع الذي ينهل منه هؤلاء المسؤولين علمهم، ومن ثم فكل مسؤول على تصرفاته.
نعم، على العاملين في تلك المؤسسات إظهار العين الحمراء بين الفينة والأخرى، لكن عينهم ميزانهم، وليس تعميمها وجعلها طبعهم. أما عدم حمل متدرب لشهادة الباكالوريا، فلا يعني أنه يفتقر لأساسيات التعامل والتحضّر، أو أنه مكلّخ (غبي) بالتعبير الدارج، لذا وجب اعتباره قاصرًا وممارسة السلطة الأبوية عليه.
أودييييي، ما بقى قد ما فات
0 تعليقات:
إرسال تعليق