الأحد، 25 أغسطس 2019

مولاي المكي العلوي


مصدر الصورة

وأنا أجول في الإنترنت، وجدتُ نصًا ذو قيمة كبيرة بالنسبة لي، إذ يحكي عن جدي رحمه الله، وهو كالتالي، أنشره حفظًا لذكراه:

مدرسة مولاي المكي العلوي :

تحمل مدرسة أبناء الأعيان بسلا منذ سنة 1978 اسم مولاي المكي العلوي الذي نذر حياته لتكوين الناشئة . ورد في أحد التقاييد أنه : مولاي المكي بن محمد بن المكي بن المهدي بن عبد الله بن أحمد بن إدريس بن السلطان مولاي إسماعيل. ولد المترجم عام 1916/ 1335م بمدينة سلا في وسط أسرة محافظة شغوفة بكتاب الله . قرأ مولاي المكي العلوي القرآن الكريم على يد ثلة من الفقهاء ،نذكر منهم: بنعيسى القدميري وعبد السلام بن طلحة السهلي وأحمد الجبلي. وبعد أن حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ، انكب على حفظ بعض المتون، ثم واصل التحصيل على يد شيوخ العلم السلاويين بالمسجد الأعظم بمسقط رأسه أمثال عبد الهادي أطوبي والحاج محمد الصبيحي، باشا مدينة سلا وأحمد بن عبد النبي والطيب الشليح. وقد أخذ عنهم الأجرومية والألفية والتفسير والحديث وعلوم الدين. كما تلقى علوما أخرى عن بعض علماء الرباط وغيرهم. وقد أجازه بعض علماء العدوتين لتدريس القرآن الكريم وعلومه واللغة العربية وآدابها. هكذا ، نهل العلم من علماء مرموقين فتأتى له أمران : أولهما أنه عمق معارفه ، وثانيهما أنه أصبح شديد الولع بالتدريس .وقد فتح كتابا لتعليم القرآن الكريم وعلوم الدين، ثم انخرط سنة 1938 في سلك التعليم. وقد تم تعيينه بمدرسة لعلو بالرباط، ثم واصل مهمة التدريس بثانوية مولاي يوسف بنفس المدينة ، وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة أبناء الأعيان بسلا لمواصلة رسالته التعليمية . يعد مولاي الملكي العلوي من الرعيل الأول من المدرسين بها. وقد أسندت له مهمة تدريس اللغة العربية وعلومها من نحو وصرف، والقرآن الكريم والدين وتاريخ الإسلام لتلاميذ أقسام الشهادة الابتدائية. وقد شهد مترجموه بعلو كعبه في التدريس وولعه باقتناء الكتب والمراجع من مصر وسوريا والعراق ولبنان، علما بأنه حرص على الاقتداء بالنهضة العلمية في المشرق العربي وساير المناهج التعليمية المتبعة هناك. وقد أعطت ثمار جهوده نتائج جيدة على الصعيد المحلي والجهوي والوطني. كانت دروسه توقظ العزائم لدى الناشئة ،ويكتبها بخط جميل وألوان جذابة، وهو أسلوب من أساليب الإيضاح الحديثة آنذاك، الأمر الذي بقي موشوما في ذاكرة تلميذه عبد الله شقرون .وقد ترجم ذلك بقوله :" كان مولاي المكي العلوي صاحب خط- على السبورة - لا يضاهى ولا يماثله أي خط مطلقا ، كانت كتابته عبارة عن زركشة جميلة، أو هندسة منمقة ، أو فن تشكيلي مميز . لم يكن خطا من نوع السهل الممتنع، وإنما كان تقليده مستحيلا وممتنعا على أي كان مهما كانت هناك المهارة في التقليد . وما رأيت في حياتي خطا جميلا ومرونقا و " مهندسا" مثل خط المكي العلوي ". وكان هذا المدرس يرمي من وراء كده وإخلاصه إلى تأهيل جيل تلك الحقبة لتحمل المسؤوليات الجسام في فجر استقلال المغرب وليكون النواة لأطره في المستقبل .إلى جانب ذلك، حرص على إلقاء دروس في الوعظ بمسجد الأنوار بحومة بوطويل وبالزاوية التيجانية بسلا.

وبعد حصول المغرب على الاستقلال، تقلد مولاي المكي العلوي مهمة الإدارة التربوية ،حيث عين مديرا بمجموعة مدارس أبي القناديل بضواحي سلا، ثم مديرا بمدرسة أم البنين بتابريكت بسلا. وأنهى مطاف الإدارة التربوية بمدرسة حمان الفطواكي بباب سبتة بسلا، ومنها أحيل على المعاش سنة 1978، وهي السنة التي التحق فيها - رحمه الله -بالرفيق الأعلى (7 مارس 1978) ووري جثمانه بمقبرة باب مالقة (معلقة) بسلا.
ألف مولاي المكي العلوي كتابا في النحو والصرف ضمنه خلاصة تجربته الطويلة في حقل التعليم. كما ترك دفترا جامعا للدروس التي كان يلقنها لتلامذته سنة 1945.

نال مولاي المكي العلوي وسامين شريفين تقديرا لعلمه وعرفانا له بالجميل. وبمبادرة قدماء تلاميذ مدرسة أبناء الأعيان، قام المجلس البلدي لمدينة سلا بإطلاق اسم "مولاي المكي العلوي " على المدرسة المذكورة التي عمل فيها ردحا من الزمن.

عن الأستاذ الفاضل : محمد السعديين

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة