رجوعاً لسنة 2006، نشهد بداياتي الفعلية في عالم النت و بالمناسبة لقائي مع صديق حميم دامت صداقته مدة الخمس سنوات بالتمام و الكمال. كان من أعز أصدقائي في النت، إسمه "إدمان". لا أفارقه إلا لحظة شعوري بالنوم، جل أيامي عامرة به. لا بصمة لي في الحياة الواقعية حينئذ سوى الذهاب للمدرسة (الإعدادي) و من ثم الرجوع للمنزل لإكمال بلائي.
لأكون واقعياً، افتقدت الكثير من المهارات الإجتماعية أنذاك بسبب إفراطي في الإدمان حتى وصل للنخاع، كان نسيم هوائي. نسيم الفجر، أفتح النافذة و أذان الفجر يتردد في الأجواء بينما سمري مع "إدمان" يتأجج يوماً بعد يوم. كل تفاعلتي الطبيعية انتقلت للنت، جل أفكاري و تدخلاتي كانت رقمية حتى وصلت لدرجة أن يوسف في النت ليس هو يوسف في الواقع.
مع مرور الزمن، بدأت أتنبه للأمر بدون محاولة لتخفيفه، إلى أن جاء الصيف الماضي حيث قضيت إحدى أتعس لحظات حياتي و أكثرها تغييراً في شخصيتي. إن بعد العسر يسراً، توكلت على الله و عزمت حياتي و النتيجة مذهلة.
إدمان الأنترنت ليس هو قضاء وقت طويل أمام شاشة الحاسوب بسبب عمل أم لمجرد المتعة، و لا هو الحنين إلى الحاسوب بعد مفارته لمدة أسبوع حين سفرك في العطلة الصيفية.
تعريفي البسيط لإدمان الأنترنت الناتج عن خبرتي الراديكالية السابقة فيه تتمحر حول قضية وقت الفراغ حين لا تعرف ماذا تفعل. يمكنك أن تصنف نفسك مدمن أنترنت إذا و فقط إذا دخلت للشبكة عند شعورك بالممل و لا تعرف ماذا تفعل للخروج من حالة الركود و ذلك بالبحث في العالم الرقمي عن متنفسات تحاول بها الشعور بالراحة.
أنا الآن في فترة نقاهة عملية متدرجة. أوقات فراغي المملة أستثمرها في اكتشاف العالم، الحياة، المدينة. أخرج بدراجتي تارة أتَجَلوَقُ في الطرقات و تارة ماشياً و أخرى مع أولاد الحومة عوض الإنغراس في دوامة النت.
أنا الآن في فترة نقاهة عملية متدرجة. أوقات فراغي المملة أستثمرها في اكتشاف العالم، الحياة، المدينة. أخرج بدراجتي تارة أتَجَلوَقُ في الطرقات و تارة ماشياً و أخرى مع أولاد الحومة عوض الإنغراس في دوامة النت.
من الذكاء توفير الوقت بالابتعاد عن ترفيه الإنترنت، ومن الغباء أن لا تعرف ماذا ستفعل بالوقت الذي وفرته. -عبد الله جابر
المستقبل بشير خير