السبت، 14 مايو 2011

الحافز الأكيد لبلطجية التخريب



البلطجية كلمة دخلت في الدارجة المغربية لنعت المخربين أو مناصري اليمين المغشي عليهم. مصطلح مبهم و غير موضوعي على الإطلاق في حد ذاته إذ يطلق على الأشخاص المعنيين عبطياً. 
موضوعنا اليوم حول البلطجية تحت مصطلح المخربون، و ما دافعهم الأصلي لفعل فعل التخريب ؟

بعد مسيرة يوم السبت 14 ماي السلمية التي نظمت في سلا من طرف حركة شباب 20 فبراير، استطعت و أخيراً تحديد ماهية العينة البلطجية المخربة، و ما هي دوافعهم.

انطلقت المسيرة في مدينة سلا من حي سيدي موسى المعروف بتفشي الإجرام فيه، أغلب "المقطعين" يقطنون هناك. جرت الهوندا المحملة بمكبرات الصوت معها حشود غفيرة من الشباب و الأطفال بالتأكيد. الكل نشيط و متحمس، شعارات ترفع من هنا و هناك. مروراً بباب شعفة، باب سبتة (و بالمناسبة ثانوية صلاح الدين الأيوبي) كما الكوميسارية و باب الخميس وصولاً للمقاطعة في باب بوحاجة و هناك تفرقت الحشود تحت الكلمات التي معناها "اجتمعنا سلمياً، فلنفترق سلمياً" و انتشر الناس في الأرض. 

بعد 10 دقائق تقريباً من انتهاء المسيرة كما تفرقت الحشود، اجتمع أطفال و شباب حي سيدي موسى رجوعاً لمنازلهم و هنا عين الكارثة. احتلوا طريق السيارات مرددين شعارات كانت فيها بعض الكلمات النابية مثل "سيدي موسى، وا الح****" مروراً بأخرى عنصرية تظهر عداوة لأولاد المدينة  مثل "ها سيدي موسى، فين هيَ المدينة" و أخرى مطالبة بالإفراج عن "المُوساوي". كانت الكوميسيارية أماهم فعرجوا بين الأزقة "حي الصف" ركضاً ثم خرجواً من الدرجات المقابة للقاعة المغطات قرب ثانوية صلاح الدين الأيوبي، بعدها دخلوا باب سبتة و سرقوا الرغيف و "الملاوي" من المحلات كما ضربوا بعض السيارات لكن بدون تخريبها، بعدها حاولوا الهجوم على مجموعة من "مالين الزريعة" الذين لا حول لهم و لا قوة و لم يستطيعوا سوى إسقاط الوعاء الذي يتم فيه قلي الزريعة و كاوكاو تحت محاولة من طرف مول الزريعة لصد الهجوم. بعدها أكملوا ركضهم إلى أن وصلوا لوكرهم غانمين سالمين.

إن لم تكونوا سلاويين، لن تفهموا الأمر. المخربون كانوا أولاد سيدي موسى، المعروف عليهم بالكدح و الفقر كما قلة الإمكانيات و أماكن الإستجمام و الترويح عن النفس. هم أناس عاديون، مثلي و مثلكم و لا نستطيع الجزم بأنهم سياسياً من اليمين أو اليسار، غير أن الذي يجمعهم هو محاولة تفريغ المكبوتات. البلطجية، المخربون أو كما يحلوا لكم تسميتهم هم أبناء بلدي، هدفهم الوحيد أولاً و أخيراً هو ممارسة عملية الإعلاء في صيغتها الغير مؤطرة تحت غياب الأماكن المخصصة لذلك.

الكل يعلم أنهم شباب مهمشين، ضائعين لا أمكنة لهم لتصريف طاقاتهم سوى ممارسة العدوان بسبب القمع و التشريد و التهميش الذي يتعرضون له صباح مساء. لو زرتم أحيائهم لاعتقدتم أنكم في الصومال غير أن ساكنيها هم مغاربة مثلي و مثلكم. وصل بهم السيل للزبى إلى أن حاولوا تصريف الكبت المفروض عليهم جبرياً تحت أي منفذ كان شرعياً أم لا. هم ليسوا عبيداً للمخزن كما يشاع أو غيره، بل أناس ذاقوا ذرعاً بالحياة و حاولوا شم نسيم الحرية في هذه المناسبة كما أي مناسبة قد تتاح لهم. 
تحت تحليل نفسي أولي، نستطيع أن نسقط الأمر على أنفسنا إذ عندما نكون في حالة غضب أو "سخط عن الوضعية" قد نحاول ضرب أو تكسير كل ما يعترض طريقاً في محاولة للتبريد و الترويح عن النفس و نسيان الهموم، لذا فالأمر طبيعي جداً أن يحدث تخريب و خصوصاً إذا كان الجمع غفيراً و لهم قواسم مشتركة "Effet de masse" في ظل التهميش الممارس و المؤطر من طرف الدولة للأحياء الهامشية تحت أي ذريعة كانت.

نعم، لشباب حي سيدي موسى عذرهم بالتأكيد، لكن هذا لا ينفي استقباح التخريب و "الڭريساج" الذي يصدر منهم. الكرة في وسط الملعب، على الفريقين (الدولة و الشعب) التكاتف لوضع حد للتهميش و توفير الفضاءات الضرورية التي يجب توفرها في كل حي من أجل شباب المغرب كي نرتقي بهم للأمام عوض سياسة التجهيل و الترهيب و "العام زين" المغروسة فينا.

حرية، كرامة، عدالة اجتماعية !!

3 تعليقات:

مغربية يقول...

 تحليلك صحيح نوعا ما
لكن هؤلاء البلطجية كثر
وكثر جدا
وأعتقد أن الأساس في تصرفاتهم، له علاقة بالتربية أولا في جميع أطوارها

نسيم الفجر يقول...

 التربية أو بالأحرى المحيط الإجتماعي و مؤثراته.

Imad يقول...

analyse pertinente, mais je crois que el baltagia sont une sorte de makhzen sans uniforme, normalement on peut distinguer un baltagi du fait qu'il se joigne a une manifestation avec le seul but de saboter cette manifestation, et normalement le type est payé pour tout ça, les enfants que vous avez decrit dans votre article sont de simples e,nfants avec un manque de moyens et d'education, et c'est normal que ça devienne une sorte de haine envers la société. merci

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة