من يتابعني عبر تويتر أو الفيسبوك (مول الپيكالا) سيعلم بالتأكيد أني مدمن إن لم أقل مهووس بدراجتي الهوائية، لا لشيء سوى أني أحب ركوبها. هي ليست خفيفة الوزن، لكن بسبب تعدد سرعاتها تستطيع أن تجعل الركوب عليها كنسيم عليل. ليست بجديدة و لا مقلدة. ذكر لي أبي ذات يوم أن بائعها في الجّوطية (bonne occasion) أتى بها من ألمانيا، فلا عجب من صمودها رغم كثرة سنين استعمالها و العنف اللطيف الذي أمارسه عليها.
تحديث: و أنا جالس في الحديقة العمومية مع بعض الأصدقاء أشاهد العجلة الخلفية لدراجتي، فوجئت بكتابة أراها لأول مرة. MADE IN W. GERMANY. دراجتي الهوائية صنعت في ألمانيا الغربية بمعنى حينما كانت ألمانيا مقسمة و ذلك قبل سقوط حائط برلين. صناعة الألمان تصمد رغم الزمن بالفعل!
دراجتي متعددة الألوان، قوس قزح متنقل، تبدو ببساطتها و بهرجة ألوانها كما لو كانت ملك للهيبيز (Hippies) الألمان. ركبت عليها و أنا أتجول الطرقات، مروراً برمال شاطئ سلا و مياهه بالإضافة إلى الوحل المنتشر في جنبات وادي أبي رقراق، كما صعدت بها تلك الأدراج الواسعة المسماة "العقابي" (جمع عقبة) و لا تكل إلا نادراً حين سقوط سلسلتها التي أركبها في الحين متفادياً الشحم "لاڭريس".
لكن، من يدري؟ ربما يوجد استعمال إضافي للدراجة الهوائية غير الركوب فيها بكل أهدافه.
فكرة + نية + عزيمة = إبداع
شاحن للهاتف
شاحن للهاتف
إحدى الأفكار المفيدة و العملية و التي ستثمر في عالمنا العربي المليئ بالدراجات إذا تم تطبيقها بحكمة هي اسعمالتها كمولد للطاقة الكهربائية. كمثال بسيط، شاحن للهاتف النقال يعمل بالطاقة المولدة عن طريق الدراجة الهوائية (bicycle-powered phone charger) حيث يُرَكب المُحَول في الدراجة الهوائية و يمكن للراكب أنذاك شحن هاتفه النقال بالطاقة المولدة أثناء تنقله من مكان لآخر.
النتيجة: مصدر إضافي نظيف للطاقة، صديق للبيئة و لا يكلف سوى بضع دراهم ثمن المولد.
جهاز تقشير للذرة - corn sheller
يمكن للمزارعين الإستغناء عن التقشير اليدوي باستعمال ما هو أقل كلفة و مفيد للصحة، كجهاز تقشير الذرة (corn sheller) الذي يُركب في الدراجة الهوائية و يعتمد على الطاقة المنتجة عن طريق دوران الدواسات.
النتيجة: يمكن تقشير 90 كغ من الذرة (كيس كبير) في ظرف 40 دقيقة باستعمال طاقة نظيفة كما يمكن تكرار العملية لـ10-15 مرة في اليوم بمعدل 1000 كيلوغرام، أكثر إنتاجية بـ40 ضعف من التقشير اليدوي. (مصدر)
يجب الإشارة إلى أن هذه المبادرة أقدم عليها مجموعة من شباب جامعة Massachusetts Institute of Technology الأمريكية حيث أسسوا شركة Global Cycle Solutions في تنزانيا بهدف تقديم خدمات منخفضة الكلفة، كثيرة الإنتاجية و عملية للقرويين بتوفير بديل للعمل اليدوي الشاق. يُذكر أن هذه المبادرة البسيطة قد تصبح فرصة فعلية مدرة للدخل لأصحاب المشاريع الصغيرة بخلق موارد رزق تستخدم أدوات نظيفة ذات تكلفة منخفظة تؤثر للأفضل على جودة عيش شبكات مكونة من آلاف المقاولين فبالرغم من التقدم التكنولوجي الذي ينمو سريعاً، نجد أنه لم يُعتمد أو بالأحرى لم يصل بعد لأكثر من 500 مليون من الفلاحين الصغار و القرويين عالمياً الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم. لذا، فالفرصة ذهبية!
من يتفضل و ينقل لب الفكرة لبلدي، المغرب؟
13 تعليقات:
فعلا افكار عبقرية لا تكلف الا مجرد تفكير بسيط في لحظات معدودة
بوركت
جميل جدا
هي تانتا غادي دير شي اختراع بالبيكالا ديالك !!!
افكار جميلة يوسف
خاسك دير خواطر المغربية :)
بالنسبة لتجربة شحن الهاتف فقد كانت موضوع بحثي هذه السنة،استعملت الدينامو.
http://fikhaterlemaroc.e-monsite.com
تدوينة رائعة تباً لك مبدع أنت... أما ما قلته عن من ينقل الفكرة إلى المغرب اش كدر نت ...
يجب عليك أن تنقل الفكرة للمغرب، لما لا تكون أول من يستغل دراجته لمهام كثيرة
ثم يجب عليك أن تختار اسما لدراجتك :)
مثل أشرف ;) سأحاول طلائها بألوانها الأصلية أولاً ثم سأفكر إن أمكن تعريفها بزميلها المخضرم أشرف :)
في الطريق يا صديقي، في الطريق :)
إمكانياتي اللوجستيكية تسمخ لي حالياً بتقديم خواطر كتابية :) فكرة جميلة، قد نجتمع فيها كلنا كمدونين مغاربة
إن شاء الله، علاش لا؟ خاص غي الإمكانيات و كولشي بخير
الله يبارك فيك, بالفعل. لحظة تأمل، لحظة إبداع!
تروقني جدا هذه الأفكار ، كما أنني أشاركك حبي للدراجة :)
أنا أيضا أحب الدراجة كثيرا لكن لسوء الحظ قد تمت سرقة أعز دراجة لدي و السبب أخي لكن الحمد الله على كل حال رغن تعلقي الشديد بها
إرسال تعليق