منذ مدة و أنا أفكر في الخوض في سبات رقمي.. تخطيطات كثيرة خططتها، كلها فشلت. لا أدري السبب الرئيسي، لكن عدم التتبع اليومي و تدوين النتائج لمعرفة موقعي من هدفي كان كفيلاً لإيقاعي في فخ العودة مجددا. كما أن انقطاعي المؤقت عن الدراسة، بمعنى المزيد من وقت الفراغ العقم أدى إلى زيادة فرصة دخولي للعالم الرقمي، بالتالي إفشال الخطة.
قبل كل شيء، أتحدث هنا عن الـDigital Sabbatical، الذي لم أجد له تعريباً يلائم المعنى والثقافة المحلية أكثر من مصطلح السبات الرقمي، رغم الرنة السلبية لكلمة سبات في أول نظرة. رجوعاً للأصول، في عالم الحيوان، يحمل السبات معنى آخر.. حيث يتم تجديد الطاقة أثناء الهدوء و السكينة اللذان يبعثان على التأمل المثمر، الإتحاد مع الطبيعة و الحياة بعيداً عن ملهيات حياة الغاب، العالم الرقمي في هذه الحالة.
لم أمر على أي مقال باللغة العربية يشرح مفهوم الـDigital Sabbatical، السبات الرقمي، لذا آخذ المبادرة الأولية لطرح تعريف بسيط:
السبات الرقمي، هو الضغط على زر الطاقة في الحاسوب، و من ثمة، فعل ما كنت تفعله أو يفعله أباك في عصر ما قبل الأنترنت (قبل دمقرطتها)، و هو عصر ليس ببعيد، عقد من الزمن.
قد لا يفهم الكثير السبب الفعلي وراء السبات الرقمي الذي أحاول نهجه، لكن المدمنين المتقدمين على ملهيات الأنترنت و العالم الرقمي سيفهمون بالتأكيد مدى أهمية ما أقدم عليه.
لن أفصل أكثر في هذه التدوينة، يامات الله باقا طويلة..
السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح في هذه المرحلة هو: لماذا أقول لكم أني سأخوض في سبات رقمي؟ إذ لا فائدة مضافة بالنسبة لكم..
جوابي، ببساطة، العهد. أدري كل الدراية أن هذه التدوينة، و هذا العهد الذي فعلته مع نفسي مجرد أصفار و آحاد مرتصة في منصة رقمية. لكن الجيد في هذه المنصة هي أنها علنية، بالتالي فالعهد ولو مع نفسي، علني، الشيء الذي سيصعب علي الرجوع لاحقاً للأنترنت و الظهور كخالف لوعده، كما أفعل دائماً.
أدري أن خطوتي، غير سليمة إذ لم أنقطع بالتدريج كما يتم مع جميع أنواع الإدمان، لكن بدون رقابة، ما باليد حيلة.
سأعود يوماً، لكن ليس غذاً!
مع السلامة، أنترنت! |