موضوع قيادة المرأة للسيارة موضوع قد يعتبر هامشي و ثانوي في جل البلدان إذ هو من الحقوق البديهية للإنسان، و المرأة إنسان بالمناسبة. غير أني قد سمعتُ صدى حجازي بلحن سعودي يعكر علي أكل الفشار و الحليب بطريقتي المعتادة فوق لوحة المفاتيح.
طالبت مجموعة من النساء السعوديات بحقهن في قيادة السيارة و ووجهن باعتراض جماهيري و شعبي كبير، كما لو كان هدفهم إسقاط النظام، حيث أنه في حين الربيع العربي و أصداء الثورات، بزغ نسيم عليل من قلب المجتمع السعودي المحافظ، حيث طولب بحق المرأة في القيادة و هو حق رمزي يفتح الأبواب لتمكين المرأة في الحياة الإجتماعية و السياسية و طي صفحة من التهميش المظلل بـ"مكان المرأة في المنزل، لا غير".
الإعتراض الجماهيري الذي قوبلت به طالبات الحرية عبارة عن سوء فهم كبير، فبين مفسق و مُغَرِّب، يقع اللوم على الفئة من الشعب التي أظهرت للعالم كله أن سطحية المجتمع السعودي جعلته يحوم في قيم "الماتشو" و الباتريكية الشنبية، حيث أصبح الشنب أو العِقال مرفوقاً بالشماغ دليل سلطة و أفضلية ذكورية على حساب الإناث و المساواة معهن.
قيادة المرأة للسيارة يُعتبر حق من حقوق الإنسان البديهية في إطار إرادته الحرة و تحت ظل القوانين المتعارف عليها عالمياً، بينما في السعودية الشقيقة، التقاليد فوق القانون. من عادات و تقاليد الأجداد عدم قيادة المرأة للسيارة.. بعيداً عن استغلال الدين في هكذا مواضيع، من تفسيق و انحلال و زندقة و غيرها التي أضحت من الحجج المستعملة حالياً من طرف المعارضين في غياب حججهم الحقة.
المشكلة ليست في التقاليد، بل في نفسية المواطن السعودي العادي البسيط الذي شُبّع بأفكار جاهزة منعته من استخدام عقله لتحليل الأمور بمنطقية و حيادية في إطار سعة الإسلام الرحب. العقدة نفسية و يجب أن يُخَصَّص لها طبيب نفسي مؤهل..
و أسألكم، لماذا ؟
_____
مصادر: الصورة
6 تعليقات:
wa se3datek katkol l fochar bil 7aliiib
amma swa3da ghir llah y hedihom o ssalam ana kaybali l mera dir permet dialha o tsoug automobile 7SSEN MAYSOUG BIHA CHIFOOR ME3AH RAS F RASTA7IYATI
سبحان الله ,, جميع المواطنين السعوديين العاديين لا يستطيعون استخدام عقولهم ويحتاجون لأطباء نفسيين ، بينما الكاتبة الفاضلة وكل من وافقها أفكارها هم الناس الواعين والمثقفين وهم الذين يستطيعون استخدام عقولهم !!
كان بودي أن أقرأ كلاما يحوي ولو الشيء القليل من المنطق ، وعدم التسفيه بعقل كل من يخالفنا لكن يبدو لي أن هذا الطبع منتشر لدى كثير من الناس والله المستعان ، أصبح الأمر "إما أن توافقني وتكون مثلي في كل شيء أو أنك إنسان غبي ومتخلف وبدائي وما تستطيع استخدام عقلك لأن عقلك مشبع بأفكار غابرة ومتشددة" ، ثم بعد كل هذه القذف والتحقير يتم انتقادهم بالقول بأنهم "يتهمون غيرهم بالانحلال والتفسيق والزندقة" .
لا يسعني بعد هذا سوى القول "فعلا أمور جميلة تحدث لديكم يا رجل !!"
أحترم ردك، و أشير إلى أني لم أعمم كما لم أذكر أن من يخالف رأيي على خطأ، كما أن الفكرة قابلة للنقاش. أعلم أن هناك من يدلي بحجج و أفكار للدفاع عن قضيته. ذكرت العادي و "البسيط" الذي مصدر معلوماته هو الإعلام الرسمي لا غير حيث الأفكار المعروضة هناك أحادية مباشرة، و لم أذكر أنها متشددة بل تعمدت عدم إقحام الدين في موضوع كهذا. لا أحبذ المبالغة في الأمر و تقويلي ما لم أكتب.
قال الإمام علي : (
رأيي صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيرى خطأ يحتمل الصواب ) و فولتير ( قد
أخالفك في الرأي ، ولكني علي إستعداد أن أفقد حريتي من أجل أن تقول رأيك
بكل حرية ).
سلام
حياك الله اخ العرب ، من جهتي انا جزائري و احترم قرار المجتمع السعودي بمنع المرأة من القيادة
لما يراه مناسبا لهم ، فلا نحن نعيش بين ظهرانيهم و لا نحن نعرف خبايا قرار العادات بمنع مثل
هذه الأمور ، في بلادي المراة تسوق لكن في بلاد اخرى لا تسوق ، هذا ليس بالأمر الجلل
تخيل ان تأتي ثلة من البشر عندكم و تطالب بتغيير عادة من عادات المجتمع القديمة و المتوارثة
و اهل البلد الى امر آخر ، هل ستكون ردتك بمثل ما كتبت ؟؟
سلام
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
المشكلة ليست في العادة و جدواها، بل في فرض العادات على كافة الناس و لو كرهاً. إن كانوا لا يحبذون السياقة النسائية، فذلك أمرهم، لكن أن يفرضوه على الكل و بالإكراه، هو الذي يشكل عائق. إحترام العادات شيء طبيعي في مجتمع محافظ، غير أن الكل حر، من يمتنع عن السياقة اختار الإمتناع، و من ساق اختار عدم الإمتناع، و الإشكالية في قبول الإختلاف الغائبة.
بالنسبة لرأيي لو كان في بلدي، القناعات و الأفكار تتغير و ليست ثابتة، حالياً فالأمر إن كان له علاقة بالحقوق الأساسية، فلا مانع في إطار احترام الذوق العام.
المثير للاستغراب أن القانون السعودي لا يمنع المرأة من الحصول على رخصة القيادة، لكن لم تمنح للنساء ولا مرة هاته الرخصة رغم الطلبات المتكررة
إرسال تعليق