الجمعة، 24 يونيو 2011

يقظة اجتماعية في مسجد الإنسانية

خسّة (نافورة) المسجد الأعظم بمدينة سلا
يشكل المسجد نواة الأمة الإسلامية كما تشكل العائلة نواة المجتمع، حيث هو مركز التخطيط تطلعاً للمستقبل المتعارف عليه في مشارق الأمة و مغاربها، أو بالأحرى كان..

فقد المسجد أحد أدواره الرئيسية ألا و هي بناء الأمة و تكوينها عملياً، نفسياً و اجتماعياً. نظرة تحليلة سريعة على واقع أغلب المساجد في بلداننا تظهر أنها عبارة عن دور عبادة لا غير، تعمر في أوقات الصلاة لأداء الفريضة و تفرغ في أخرى و بين الحين و الآخر قد نجد بعض دروس العلوم الشرعية هنا و هناك بالنسبة للمهتمين بها، و لا جديد في حال الأمة إذ غيبت ركيزة أساسية في دور المسجد ألا و هي التعارف بين المرتادين له بمعنى التواصل الإجتماعي المؤطر البنّاء ذا الأهداف التنموية الروحية الترفيهية التخطيطية التثقيفية التعليمية التدريبية الإستراتيجية. إذ هو و اعتماداً على الواقع نجد أنه من بين أكثر المؤسسات زيارة من طرف المسلمين مما يجعله هدفاً استراتيجياً مهماً و ذو فعالية في تقدم الأمة إن استعمل و استغلت كل الإمكانيات القاصدة لنهضة الأمة و الرقي بها درجات لسماء العظمة الحضارية.

من بين الأمثلة البسيطة التي قد تجعل من تجعل من المسجد منفذاً و أريجاً لتنوير الأمة و لو محلياً على نطاق الأحياء : اتخاد موعد أسبوعي فيه مع سكان الحي من بعد صلاة عصر آخر يوم الأسبوع للتشاور في أمور الحي و التخطيط لإزدهاره كما تسطير مختلف النشاطات الترفيهية كما التثقيفية و التعليمية المقررة في إطار الأسبوع الموالي و فتح باب للنقاش و طرح الآراء و الأفكار في إطار تواضع المسجد و حميميته مما يؤكد و يفعل الدور الهام و الأصلي له في تنمية الأمة في جميع نواحي الحياة.
كما مثال آخر و هو أن يجهز بتجهيزات و تسهيلات تضيف له قيمة معنوية و حضارية مثل مكتبات تضم مختلف الكتب عن مختلف العلوم و وورشات لتعليم الحرف و المهن كما قاعات للمحاضرات و أماكن للتأمل و أخرى لإزدهار الأطفال و تفريغ طاقات الشباب و صرف أموال المساجد في أشياء قد تحدث تغيير فعلاً في "شخصية" الأمة عوض صرف أغلب الميزانية في الأضواء و الزرابي و الديكورات التي قد تكون ثانوية في غياب القيم العلمية و الثقافية و الإجتماعية للمسجد باعتباره نواة الأمة و قلبها النابض.
الأفكار كثيرة و غالبيتها بسيطة لكن أثرها فعال سواء على المدى القصير و الطويل.

تفادياً للإحراج و جواباً للسائل عن ضعف الميزانية المالية لإحداث مثل تلك التجهيزات أو بالأحرى تطبيق إحدى الأفكار البسيطة التي لا تحتاج لمورد مالي ضخم، أقول له : و من أين حصلت شاكيرا على تلك النقود مقابل ساعتين ديال النشاط ؟؟؟

و لكم واسع النظر..

3 تعليقات:

cherair abdelhafid يقول...

سؤال في محله ، فكيف يهملون نواة الامو و يهتمون بمعول هدمها ؟
اموال الهدم موجودة ، و اموال الدعم مفقودة ، لا حول و لا قوة الا بالله
لكن هل علمت ان اموال الهدم هي اموال الدعم و هي من جيبي و جيبك
نحن دافعي الضرائب ؟؟ تبا لحكومات تهدم و لا تبني ... سلامي لك و 
شكرا على الموضوع المهم

Abrar يقول...

مدوّنة أنيقة جدًا ..
وطرح أكثر من رائع خصوصا وأنه يناقش أهمية المساجد
 و المهام التي يؤديهامرتاديها .. بعيدا عن بهرجة المباني 
التي نشاهدها في بعض المساجد .. جزاك الله خيرا 

moufid el asmai يقول...

أحسنت أخي يوسف

كل أفكارك رائعة وهي مطبقة فعلا بماليزيا و سانغفورالذا أدعوك لمشاهدة هذا الفيديو
http://www.youtube.com/watch?v=7K3Wju_g2v8

أما عن ميزانية المساجد فلا أحتاج أن أذكرك بأن وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية هي أغنى وزارة في المغرب

سلامي

إرسال تعليق

نسيم الفجر ☁☁☁

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة