يدعي الكثير مِن مَن يسمون أنفسهم محترفي الأرشفة (SEO) بأنهم قادرين على رفع عداد زيارات موقع أو مدونة بمعينة، بطريقة طبيعية (أي بزوار حقيقين يفهمون ما يُكتب في المدونة، وليسوا روبوتات أو خرفان). يجهدون أنفسهم في نشر مدوناتهم التي تشرح كيفية تفجير وتضخيم عداد الزوار.. كيف تريد من شخص لم يستطع تطبيق خطته التي يدعو لها على مدونته أن يساعد شخصًا آخر؟ لدينا مثل في المغرب يقول: "كُن كان الخوخ كا يداوي، كُن داوى راسُه".
في بدايات تدويني على هذه المدونة، مطلع سنة 2012، نشرتُ تدوينة قاسية وجريئة بعنوان "تبًا لوزبال.. أنا شريف من أسياد المغرب"، جعلتني أحصل على سيل (أعظم من سيول مكة وسيول جدة، بل وإعصار ساندي المدمّر) من الزوار الغاضبين الحانقين الحاقدين، الذين اكتفوا بقراءة العنوان دون المحتوى. حذفتها منذ ذلك الحين.
|
إحصائيات مدونة نسيم الفجر |
من يتابعني منكم يعلم بلا شك أن لي
مدونة أخرى، معرفية متخصصة، فيها تدوينتان تجلبان لي الزوار من كل حدب وصوب، عن طريق محرك بحث جوجل، لا غير. الأولى تتحدث عن
أصل علامات الترقيم، والثانية يشير عنوانها
لسقوط نيزك مريخي في المغرب مطلع سنة 2012، في إقليم طاطا.
الجديد في هذه الفقرة هو إفشائي لأحد أسراري، وهي
مدونتي الفرنسية التي لم يكن يدري عنها أحد قبل الآن. فيها تدوينتين ما زالتا تقنعان الزوار بدخول مدونتي عن طريق محركات البحث. عنوان التدوينة الأولى بسيط لكنه واضح، يشير
لمشهد سقوط المطر من السماء، بينما التدوينة الثانية تشير في
عنوانها لشخصية بوزبال المشهورة في الفيسبوك المغربي.
لمن لم يفهم ما كنت أريد إيصاله في الفقرات أعلاه، فليتابع الجملة التالية. الخلطة السرية لزيادة عدد الزوار هو اللعب على عنوان المقال أو التدوينة. فالزائر العربي العادي لا يهمه المحتوى بقدر ما يؤثر فيه العنوان المثير (خصوصًا لو احتوى على بعض
الإثارة والإغراء، كما نلاحظ في منتديات الغرام).
دمتم بزوار أوفياء!
1 تعليقات:
مرحبا!
سأضيف، ليس العنوان البراق فقط ما يجذب الناس، بل الكتابة عن الاحداث السياسية او القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع في ذلك الوقت (وكذلك الفضائح)، والتي تكفل ارسال الناس عبر كلمات البحث الى المدونة.. لكنها كلها وسائل سريعة كالفقاعة
السؤال هو: هل نريد فعلا ان نزيد عدد الزوار السطحيين الذين لا يقرأون الا القشور (والعناوين)؟
اعتقد انه من الأفضل الاحتفاظ بقراء قلة من الجودة الممتازة التي تعي المكتوب.. بدلا من أولئك الذين يحطون ويطيرون سريعا كالذباب بدون وعي او فهم..
تحية لك :)
إرسال تعليق