مدخل مطل على بستان صغير في كلية العلوم بالرباط |
انتهت امتحانات الباكالوريا وتم إعلان نتائج الدورة العادية والاستدراكية، والطلبة الجدد (أي الناجحين في امتحان الباكالوريا) مقبلون على مرحلة دراسية جديدة في التعليم مختلفة عن ما عرفوه طيلة الـ12 سنة الماضية من تعليمهم. الكثر من الطلبة يفقدون البوصلة بعد الحصول على شهادة الباكالوريا، فيحتارون بين ثلة من المدارس والمعاهد والكليات. منهم من يختار عن إرادة في التعلم والتحصيل العلمي ومنهم من يختار عن تبعية وسير مع عقلية القطيع والبحث عن الأسهل أو الأمتع، وهنا المشكلة، إذ الأغلبية تسلك الطريق السهل.
أكتب هذه التدوينة نتيجة لتجربتي الشخصية في خوض غمار ما بعد الباكالوريا في مبادرة متواضعة لإثراء مواضيع التوجيه الدراسي والطلابي، متوجهًا خصوصًا للفئة المزلوطة مثلي. من أراد الدراسة فعليًا، فليختر ما يريد وما يرى أنه يملك الإمكانيات والمؤهلات التي تخوله النجاح في تلك الشعبة المختارة، أما من يبحث عن الطريق السهل فنصيحتي له هو العودة لأقسام الثانوية في انتظار أن ينضج ويصبح قادرًا على تحمل المسؤولية الفعلية، ليختار فيما بعد ما يناسبه بعيدًا عن الكسل والسير وراء القطيع.
لن أتهم الطلبة والتلاميذ بالقصور، فهم معذورون في ظل غياب التوجيه والإرشاد الصحيح والتأطير البيداغوجي الفعال في مؤسساتنا التعليمية العمومية، لذا سأستغل هذا المنبر وأوضح الفرق بين المدرسة الثانوية والجامعة أو الكلية.
في المدرسة، يتم تدريس الطفل وتوجيهه وتقييده وتدجينه بدروس المقرر الدراسي المعتمد من طرف الوزارة. غاية الأستاذ هي التدريس والتلقين والإرشاد آنذاك، وهذا ما يتم السير عليه طيلة الـ12 سنة قبل دخول الجامعة، مما يشكل صدمة للطالب الجديد بعد أول سنة له في الكلية، إذ نظام الكلية/الجامعة مختلف تمامًا عن النظام التقليدي المدرسي. فالمدرسة مكان تلقين وتدريس، بينما الكلية مكان حر للبحث وأخذ المبادرة. في الكلية يشرح الأستاذ الجامعي الدرس في المدرجات، ثم يتوجه الطالب لفصول الأشغال الموجهة والتطبيقية لفهم أكثر لطرق فهم الدرس. لاحظوا الكلمة السابقة، "طرق فهم الدرس" وليس "فهم الدرس"، فالكلية ليست مكان تلقين بقدر ماهي وسط ملائم وبيئة توفر للطالب كافة ما يحتاجه لفهم الدرس لوحده أو بتأطير بسيط، اعتبارًا أنه إنسان عاقل مستقل يدرك ما له وما عليه، بعيدًا عن القيود المدجنة للدراسة التقليدية.
قد يعتبر الطالب الحر المجد هامش الحرية في الجامعة ميزة تخوله الاستفادة من مرحلته العمرية والجامعية بكل راحة، بينما قد يعتبر الطالب المُدجّن ذلك الهامش فرصة للهو والتجوال، مؤمنًأ بفكرة "اللي بغى يقرا، العام طويل".
أكتب هذه التدوينة نتيجة لتجربتي الشخصية في خوض غمار ما بعد الباكالوريا في مبادرة متواضعة لإثراء مواضيع التوجيه الدراسي والطلابي، متوجهًا خصوصًا للفئة المزلوطة مثلي. من أراد الدراسة فعليًا، فليختر ما يريد وما يرى أنه يملك الإمكانيات والمؤهلات التي تخوله النجاح في تلك الشعبة المختارة، أما من يبحث عن الطريق السهل فنصيحتي له هو العودة لأقسام الثانوية في انتظار أن ينضج ويصبح قادرًا على تحمل المسؤولية الفعلية، ليختار فيما بعد ما يناسبه بعيدًا عن الكسل والسير وراء القطيع.
لن أتهم الطلبة والتلاميذ بالقصور، فهم معذورون في ظل غياب التوجيه والإرشاد الصحيح والتأطير البيداغوجي الفعال في مؤسساتنا التعليمية العمومية، لذا سأستغل هذا المنبر وأوضح الفرق بين المدرسة الثانوية والجامعة أو الكلية.
في المدرسة، يتم تدريس الطفل وتوجيهه وتقييده وتدجينه بدروس المقرر الدراسي المعتمد من طرف الوزارة. غاية الأستاذ هي التدريس والتلقين والإرشاد آنذاك، وهذا ما يتم السير عليه طيلة الـ12 سنة قبل دخول الجامعة، مما يشكل صدمة للطالب الجديد بعد أول سنة له في الكلية، إذ نظام الكلية/الجامعة مختلف تمامًا عن النظام التقليدي المدرسي. فالمدرسة مكان تلقين وتدريس، بينما الكلية مكان حر للبحث وأخذ المبادرة. في الكلية يشرح الأستاذ الجامعي الدرس في المدرجات، ثم يتوجه الطالب لفصول الأشغال الموجهة والتطبيقية لفهم أكثر لطرق فهم الدرس. لاحظوا الكلمة السابقة، "طرق فهم الدرس" وليس "فهم الدرس"، فالكلية ليست مكان تلقين بقدر ماهي وسط ملائم وبيئة توفر للطالب كافة ما يحتاجه لفهم الدرس لوحده أو بتأطير بسيط، اعتبارًا أنه إنسان عاقل مستقل يدرك ما له وما عليه، بعيدًا عن القيود المدجنة للدراسة التقليدية.
قد يعتبر الطالب الحر المجد هامش الحرية في الجامعة ميزة تخوله الاستفادة من مرحلته العمرية والجامعية بكل راحة، بينما قد يعتبر الطالب المُدجّن ذلك الهامش فرصة للهو والتجوال، مؤمنًأ بفكرة "اللي بغى يقرا، العام طويل".
0 تعليقات:
إرسال تعليق