Jam Session 3 by Midori Furze -link |
بدأت الحديث عن الموسيقى الشعبية وتصحيح ما بدر مني سابقًا لأمهّد لفكرة أهم. في زمننا الحالي، أضحت الموسيقى المنتشرة في المجال العام، الـMainstream عبارة عن مجموعة من الكلمات ذات المحتوى المعاد تكراره والإيقاعات المعاد تدويرها والمنسقة في مدة زمنية متوسطها 3 دقائق، يقدمونها لنا بوجه أحمر (افتخار) كمن اكتشف سر الأثير الموسيقي السرمدي.
شخصيًا، لا أحب كثيرًا ولا أهتم بالموسيقى المنتشرة في المجال العام يقدر ما أحب الموسيقى المرتجلة أو ما يصطلح عليها بالإنجلزية، الـJam Sessions. أقصد أن الموسيقى المنتشرة حاليًا لا تعدو كونها مجموعة من الأصوات الممزوجة الهدف منها هو إنتاج مدخول وتصريف نقود لصانعيها اشباعًا لثقافة القطيع -المجال العام-، لا غير. الموسيقى هي تعبير عن المكنونات وعيش في اللحظة التي تغني فيها وليس مجموعة من الإيقاعات الباردة برودة الحديد الصدئ. في زمن ليس ببعيد، كانت أغلب المقاطع الموسيقية والحفلات الغنائية المغربية منها إن لم أقل العالمية تتسم ببعض من الإرتجالية مما يجعل الجمهور يتفاعل مع الموسيقى لحظيًا عكس استماعه لمقطع مكرر مئات المرات هنا وهناك. فمثلاً، كان الفرق عندما تريد بداية غناء أغنية ما، تبدأ بالتمهيد لها ببعض الإيقاعات والألحان والإمتزاجات الموسيقية الجميلة قد تمتد في بعض الأحيان لأكثر من عشر دقائق، ثم يدخلون بعد الإحماء في صلب الأغنية وهم في نشاط واستعداد لتقديمها بجوارحهم وليس صوتهم فقط. أفتقد كثيرًا لذلك النوع الموسيقي التقليدي الحر، لذلك أنا أحب أغاني الخمسينات، الستينات والسبعينات، الثمانينات وبعضا من التسعينات، المغربية منها والعالمية، ثم الموسيقى المحلية الخاصة بشعوب العالم والمنطقة العربية والصحراوية، لما تتسم به من نغم مرتبط بالطبيعة التي أنتجت ذلك اللون الغنائي والموسيقي بعيدًا عن التكلف.
يا ليت الموسيقى تعود يومًا!
يا ليت الموسيقى تعود يومًا!